وأشفق عليه من أخ شفيق.
ثمّ قام إليه ملك الموت فيقول : ياعبد اللّه! أخذت فكاك رقبتك؟ أخذت رهان أمانك؟ فيقول : نعم ، فيقول الملك : فبماذا؟ فيقول : بحبّي محمّدا وآله ، وبولايتي علي بن أبي طالب وذرّيته ، فيقول : أمّا ما كنت تحذر فقد آمنك اللّه منه وأمّا ما كنت ترجو فقد أتاك اللّه به ، افتح عينيك فانظر إلى ما عندك.
قال : فيفتح عينيه فينظر إليهم واحدا واحدا ، ويفتح له باب إلى الجنّة فينظر إليها ، فيقول له : هذا ما أعدّ اللّه لك ، وهؤلاء رفقاؤك ، أفتحبّ اللحاق بهم أو الرجوع إلى الدنيا؟
قال : فقال أبو عبداللّه عليهالسلام : أما رأيت شخوصه (١) ورفع حاجبيه إلى فوق من قوله : لا حاجة لي إلى الدنيا ولا الرجوع إليها؟ ويناديه منادٍ من بطنان العرش يسمعه ويسمع من بحضرته : (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) إلى محمّد ووصيّه والأئمّة من بعده (ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً) بالولاية ، (مَرْضِيَّةً) بالثواب ، (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي) مع محمّد وأهل بيته (وَادْخُلِي جَنَّتِي) غير مشوبة» (٢).
كما وأنّ بحضور النبي الأكرم والأئمّة العظام عليهم سلام اللّه الملك العلاّم يكون سرور المؤمن في موته وحضوره عند أوليائه كما تلاحظه في حديث وبيان العلاّمة المجلسي قدسسره (٣).
__________________
(١) يقال : شَخَص بصره أي فتح عينيه ، وشخص ببصره أي رفعه.
(٢) بحار الأنوار : (ج٦ ص١٦٢ ـ ١٦٣ ب٦ ح٣١).
(٣) بحار الأنوار : (ج٦ ص٢٠٠).