أمّا دليل الكتاب عليه :
فالآيات الكثيرة التي أحصاها في البحار (١) ، منها :
قوله تعالى : (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الاْءَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدا * وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدا) (٢).
وأمّا دليل السنّة على الحشر :
فالأخبار المتواترة المفيدة للعلم واليقين منها ما يلي :
١ ـ حديث هشام بن الحكم المتقدّم أنّه قال الزنديق للإمام الصادق عليهالسلام : أنّى للروح بالبعث والبدن قد بلي والأعضاء قد تفرّقت؟ فعضو في بلدة تأكلها سباعها ، وعضو باُخرى تمزّقه هوامّها ، وعضو قد صار ترابا بني به مع الطين حائط؟
قال عليهالسلام :
«إنّ الذي أنشأه من غير شيء وصوّره على غير مثال كان سبق إليه ، قادر أن يعيده كما بدأه.
قال : أوضح لي ذلك.
قال : إنّ الروح مقيمة في مكانها ، روح المحسن في ضياء وفسحة ، وروح المسيء في ضيق وظلمة ، والبدن يصير ترابا منه خلق ، وما تقذف به السباع والهوامّ من أجوافها فما أكلته ومزّقته ، كلّ ذلك في التراب محفوظ عند من لا يعزب عنه مثقال ذرّة في ظلمات الأرض
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٧ ص١ ب٣).
(٢) سورة الكهف : (الآيتان ٤٧ و ٤٨).