ويعلم عدد الأشياء ووزنها ، وإنّ تراب الروحانيين بمنزلة الذهب في التراب ، فإذا كان حين البعث مطرت الأرض فتربو الأرض ثمّ تمخض مخض (١) السقاء فيصير تراب البشر كمصير الذهب من التراب إذا غسل بالماء ، والزبد من اللّبن إذا مخض فيجتمع تراب كلّ قالب فينقل بإذن اللّه تعالى إلى حيث الروح ، فتعود الصور بإذن المصوّر كهيأتها وتلج الروح فيها ، فإذا قد استوى لا ينكر من نفسه شيئا ..» (٢). الخبر.
٢ ـ حديث جميل بن درّاج ، عن أبي عبداللّه عليهالسلام قال :
«إذا أراد اللّه أن يبعث أمطر السماء على الأرض أربعين صباحا فاجتمعت الأوصال ونبتت اللحوم.
وقال : أتى جبرئيل رسول اللّه صلىاللهعليهوآله فأخذه فأخرجه إلى البقيع فانتهى به إلى قبر فصوّت بصاحبه فقال : قم بإذن اللّه ، فخرج منه رجل أبيض الرأس واللحية يمسح التراب عن وجهه وهو يقول : الحمد للّه واللّه أكبر ، فقال جبرئيل : عُد بإذن اللّه ؛ ثمّ انتهى به إلى قبر آخر فقال : قم بإذن اللّه ، فخرج منه رجل مسودّ الوجه وهو يقول : ياحسرتاه! ياثبوراه! ثمّ قال له جبرئيل : عُد إلى ما كنت بإذن اللّه ؛ فقال : يامحمّد! هكذا يحشرون يوم القيامة ، والمؤمنون يقولون هذا القول ، وهؤلاء يقولون ما ترى» (٣).
__________________
(١) المخض هي الحركة الشديدة.
(٢) بحار الأنوار : (ج٧ ص٣٧ و ٣٨ ب٣ ح٥).
(٣) بحار الأنوار : (ج٧ ص٣٩ ب٣ ح٨).