ثمّ ينادي بصاحبكم (١) فيتقدّم أمام الناس فيقف معه ، ثمّ يؤذن للناس فيمرّون ، فبين وارد الحوض يومئذ وبين مصروف عنه ، فإذا رأى رسول اللّه صلىاللهعليهوآله من يصرف عنه من محبّينا يبكي فيقول : ياربّ! شيعة علي ، قال : فيبعث اللّه إليه ملكا فيقول : ما يبكيك يامحمّد؟ فيقول : أبكي لاُناس من شيعة علي أراهم قد صرفوا تلقاء النار ومنعوا ورود الحوض ، قال : فيقول له المَلَك : إنّ اللّه يقول : قد وهبتهم لك يامحمّد وصفحت لهم عن ذنوبهم وألحقتهم بك وبمن كانوا يقولون به وجعلناهم في زمرتك فأوردهم حوضك.
فقال أبو جعفر عليهالسلام : فكم من باك يومئذ وباكية ينادون : يامحمّداه! إذا رأوا ذلك ، ولا يبقى أحد يومئذ يتولاّنا ويحبّنا ويتبرّأ من عدوّنا ويبغضهم إلاّ كانوا في حزبنا ومعنا ويرد حوضنا» (٢).
٨ ـ ما في كتاب كتبه أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه إلى أهل مصر مع محمّد بن أبي بكر :
«ياعباد اللّه! إنّ بعد البعث ما هو أشدّ من القبر ، يوم يشيب فيه الصغير ، ويسكر فيه الكبير ، ويسقط فيه الجنين ، وتذهل كلّ مرضعة عمّا أرضعت ، يوم عبوس قمطرير ، يوم كان شرّه مستطيرا ، إنّ فزع ذلك اليوم ليرهب الملائكة الذين لا ذنب لهم ، وترعد منه السبع الشداد ، والجبال الأوتاد ، والأرض المهاد ، وتنشقّ
__________________
(١) أي أمير المؤمنين وسيّدهم وزعيمهم علي بن أبي طالب عليهالسلام.
(٢) بحار الأنوار : (ج٧ ص١٠١ ـ ١٠٢ ب٥ ح٩).