يَعْدون سراعا إلى مواقف الحشر يساقون سوقا ، فالسماوات مطويّات بيمينه كطيّ السجلّ للكتب ، والعباد على الصراط وَجِلت قلوبهم يظنّون أنّهم لا يسلمون ، ولا يؤذن لهم فيتكلّمون ، ولا يقبل منهم فيعتذرون ، قد ختم على أفواههم ، واستنطقت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون.
يا لها من ساعة! ما أشجى مواقعها من القلوب حين ميّز بين الفريقين : فريق في الجنّة ، وفريق في السعير ، من مثل هذا فليهرب الهاربون ، إذا كانت الدار الآخرة لها فليعمل العاملون» (١).
٧ ـ حديث أبي الورد ، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال :
«إذا كان يوم القيامة جمع اللّه الناس في صعيد واحد فهم حفاة عراة فيوقفون في المحشر حتّى يعرقوا عرقا شديدا فتشتدّ أنفاسهم فيمكثون في ذلك مقدار خمسين عاما وهو قول اللّه : (وَخَشَعَتْ الاْءَصْوَاتُ لِلرَّحْمنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْسا) (٢).
قال : ثمّ ينادي منادٍ من تلقاء العرش : أين النبي الاُمّي؟ فيقول الناس : قد أسمعت فسمّ باسمه ، فينادي : أين نبي الرحمة محمّد بن عبداللّه الاُمّي (٣) صلىاللهعليهوآله؟ فيتقدّم رسول اللّه صلىاللهعليهوآله أمام الناس كلّهم حتّى ينتهي إلى حوض طوله ما بين أيلة إلى صنعاء فيقف عليه.
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٧ ص٩٨ و ٩٩ ب٥ ح٢).
(٢) سورة طه : (الآية ١٠٨).
(٣) يأتي بيانه عند ذكر الحوض.