يحبّك إلاّ استروح إلى هذا الكلام ، وابيضّ وجهه ، وفرح قلبه ، ولا يبقى أحد ممّن عاداك ونصب لك حربا أو جحد لك حقّا إلاّ اسودّ وجهه ، واضطربت قدماه ، فبينا أنا كذلك إذا ملكان قد أقبلا إليّ ، أمّا أحدهما فرضوان خازن الجنّة ، وأمّا الآخر فمالك خازن النار.
فيدنو رضوان ويسلّم عليّ ويقول : السلام عليك يارسول اللّه! فأردّ عليه وأقول : أيّها الملك الطيّب الريح ، الحسن الوجه ، الكريم على ربّه ، من أنت؟ فيقول : أنا رضوان خازن الجنّة ، أمرني ربّي أن آتيك بمفاتيح الجنّة فخذها يامحمّد ، فأقول : قد قبلت ذلك من ربّي ، فله الحمد على ما أنعم به عليّ ، إدفعها إلى أخي علي بن أبي طالب ، فيدفعها إلى علي ويرجع رضوان.
ثمّ يدنو مالك خازن النار فيسلّم ويقول : السلام عليك ياحبيب اللّه! فأقول له : وعليك السلام أيّها الملك ما أنكر رؤيتك وأقبح وجهك! من أنت؟ فيقول : أنا مالك خازن النار ، أمرني ربّي أن آتيك بمفاتيح النار ، فأقول : قد قبلت ذلك من ربّي ، فله الحمد على ما أنعم به عليّ وفضّلني به ، إدفعها إلى أخي علي بن أبي طالب ، فيدفعها إليه ، ثمّ يرجع مالك.
فيقبل علي ومعه مفاتيح الجنّة ومقاليد النار حتّى يقعد على عجزة جهنّم ويأخذ زمامها بيده وقد علا زفيرها ، واشتدّ حرّها ، وكثر تطاير شررها ، فينادي جهنّم : ياعلي! جُزني قد أطفأ نورك لهبي ، فيقول علي لها : ذري هذا وليّي ، وخذ هذا عدوّي ، فلَجهنّم يومئذ أشدّ مطاوعة لعلي من غلام أحدكم لصاحبه ، فإن شاء يذهب بها يمنة وإن