يااُمّ سلمة! تخيّر أحسنهما خلقا وخيرهما لأهله ، يااُمّ سلمة! إنّ حسن الخُلُق ذهب بخير الدنيا والآخرة» (١).
٦ ـ حديث أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليهالسلام : جعلت فداك يابن رسول اللّه! شوّقني.
فقال :
«ياأبا محمّد! إنّ الجنّة توجد ريحها من مسيرة ألف عام ، وإنّ أدنى أهل الجنّة منزلاً لو نزل به الثقلان الجنّ والإنس لوسعهم طعاما وشرابا ولا ينقص ممّا عنده شيء ، وإنّ أيسر أهل الجنّة منزلة من يدخل الجنّة فيرفع له ثلاث حدائق ، فإذا دخل أدناهنّ رأى فيها من الأزواج والخدم والأنهار والثمار ما شاء اللّه ، فإذا شكر اللّه وحمده قيل له : ارفع رأسك إلى الحديقة الثانية ، ففيها ما ليس في الاُولى ، فيقول : ياربّ! أعطني هذه. فيقول : إن أعطيتكها سألتني غيرها ، فيقول : ربّ! هذه هذه ، فإذا هو دخلها وعظمت مسرّته شكر اللّه وحمده.
قال : فيقال : افتحوا له باب الجنّة ، ويقال له : ارفع رأسك ، فإذا قد فتح له باب من الخلد ويرى أضعاف ما كان فيما قبل ، فيقول عند تضاعف مسرّاته : ربّ! لك الحمد الذي لا يحصى إذ مننت عليّ بالجنان وأنجيتني من النيران ، فيقول : ربّ أدخلني الجنّة وأنجني من النار.
قال أبو بصير : فبكيت وقلت له : جعلت فداك! زدني.
قال : ياأبا محمّد! إنّ في الجنّة نهرا في حافيتها جوار نابتات ، إذا مرّ المؤمن بجارية أعجبته قلعها وأنبت اللّه مكانها اُخرى.
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٨ ص١١٩ ب٢٣ ح٧).