اخلاص آفاق وأنفس راجون فاتحه صبح صادق متلالي سازد الخ. وأثنى في مقدمته على علاء الدين صاحب جهانكشاي جويني ومدح كتابه ونعت مؤلفه بصاحب القلم ، وإدارة الملك ثم أبدى أن أيام محمود غازان قد مضت بالعدل الشامل ، وعادت المملكة أشبه بجنة الخلد. فرفع منار الإسلام وأزال الكفر والضلال وأقام شعائر الدين الإسلامي ؛ وأسس المدارس والمساجد. والمؤلف وهو عبد الله بن فضل الله ، سنح له أن يدون ما جال في خاطره ، وما بدر لفكره من فضائل هذا السلطان وما انقضى من أيامه إلى اليوم الذي هو فيه وهو آخر شعبان سنة ٦٩٩ ه ١٣٠٠ م فشرع في تاريخه من هذا الوقت واستمر إلى انتهاء أيامه ؛ ووعد أنه سوف يفصل المنقول والمسموع وما شاهده عيانا ؛ وقد فعل ذلك وقص حوادث تدعو للعجب ، وهو بمثابة تكملة لتاريخ الجويني وختمه بمناقب السلطان أبي سعيد والدعاء له ، فرغ من تأليفه في شعبان سنة ٧١١ ه ١٣١٢ م إلا أن المؤلف لم يقف عند حدود هذه السنة وإنما امتدت حوادثه إلى سنة ٧٢٨ ه فزاد عليه. وفيه بحث مستفيض عن المغول في إيران وتركستان وما وراء النهر من الممالك الأخرى وقد تطرّق لغيرها أيضا ... واشتهر مؤلفه (بوصاف الحضرة) من جراء أنه مدح السلطان الجايتوخان بقصيدة فلقبه بهذا وصار يعرف به والتاريخ أضيف إليه. وكان هذا المؤلف قد احتمى بالخواجة رشيد الدين وركن إليه فنال منه كل رعاية ...
وموضوعه في الحقيقة يتضمن إظهار المقدرة الأدبية والترصيعات الشعرية والأوصاف السلطانية فأبرز فيه من البلاغة ما يناسب عصره من سجع وتضمينات وأمثال وأبيات فارسية وعربية ... ويحتوي على أهم حوادث العراق كحادثة بغداد ، وبعض المخابرات السياسية مما لا يخص العراق مباشرة إلا القليل ؛ وسترى النقول عنه ، وغالب ما فيه يوضح حكومة المغول ...