وقد نال هذا الأثر اعتناء من العلماء فمنهم من شرح ألفاظه ، ومنهم من علق عليه ، ومنهم من ترجمه ؛ وأجمل حوادثه ... ومن هؤلاء حسين افندي آل نظمي ، البغدادي وقد بينت عنه في (لغة العرب) عند الكلام على آل نظمي ، ثم شاهدت تأليفاته على (تاريخ وصاف) وهي من الأهمية بمكانة فالمؤلف كتب أثرين عن تاريخ وصاف :
أحدهما : أوله : الحمد لله الذي خلق الإنسان ، علمه البيان ... الخ ألفه سنة ١١١٨ ه ١٧٥٧ م في مجلد ضخم أوضح فيه اللغات العربية المغلقة والفارسية والجغتائية والمغولية وترجمها إلى اللغة التركية. وفيه توضيح لبعض البلدان العراقية. وقد ذكر في كتب التاريخ من مكتبة أيا صوفيا باسم (ترجمة تاريخ وصاف) رقم ٢١٥١ وعلاقته باللغة أكثر ، فقد شرح لغات وصاف ، وكنت أشرت إليه في لغة (العرب) أن له نسخة أخرى في مكتبة ويانة. وهذه النسخة قيمة من جهة اللغة وعلاقة العراقيين بها ... ويعد من علماء عصره في اللغة ... ومن بيانه يعرف ما دخل العربية من الكلمات الأجنبية ...
وثانيهما : ترجمة تاريخ وصاف منه نسخة رأيتها في مكتبة ولي أفندي في الأستانة رقمها ٢٤٠٨ وأولها : الحمد لله الذي رفع سبع طباق الخضراء بغير عمد ترونها الخ. قال إنه كان قد كتب مجلدا على ترتيب حروف الهجاء وبطلب من بعض الإخوان الأعزاء ، شرح عبارات وصاف على ترتيبها. والنسخة مجذولة وفي مجلد ضخم يحتوي على ٤٥٦ ورقة بالقطع الكبير وعدد سطور كل صفحة ٢٥ تملكها ولي الدين افندي القاضي باستانبول. وهذه لحسين أفندي آل نظمي كسابقتها. وهذا الكتاب يصلح أن يسمى (ترجمة تاريخ وصاف) فقد أخذ كل جملة منه وترجمها وشرح مغلقاتها وبالغ في إيضاحها ويا ليته ترجم الكتاب رأسا وقلبه للتركية لتزيد الفائدة ويكثر الانتفاع به ولم يتكلم صاحب (عثمانلي مؤلفلري) إلا عن النسخة الأولى وذكر أن منها نسخة في مكتبة بشير