__________________
فوعده بمال كثير فلم يقتله ، فأخذه أسيرا فمر به قوم من التركمان من أصحاب سليمان شاه كان قد قتل منهم جماعة فقتلوه وحملوا رأسه إلى سليمان شاه فأمر بتعليقه على باب خانقين فعلق» ا ه (تاريخ الفوطي ص ٢٨٦).
ومن النصوص المذكورة أعلاه نجد العلاقة بين هذه الوقعة المدونة في حوادث سنة ٦٥٣ ه والوقعة التالية المذكورة فيه في حوادث سنة ٦٤٣ ه صلة وارتباطا.
قال :
«في المحرم وصل الخبر إلى بغداد من ارسل أن المغول خرجوا من همذان في ستة عشر ألفا وقصدوا الجبل ، فأمر الخليفة بالاستعداد للقائهم ، وتبريز العسكر إلى ظاهر السور فخرجوا على التوءدة والهوينى ، فوصل الخبر أن طائفة منهم قصدوا خانقين ، ووقعوا على جماعة من أصحاب الأمير شهاب الدين سلمان شاه ابن برجم زعيم الايوانية (وردت في شرح النهج الايواء ، وفي تاريخ ايران الايوائية كما مر في النصوص السابقة) ، وقربوا من بعقوبا ، ونهبوا وقتلوا ، ووصل أهل طريق خراسان والخالص إلى بغداد ، فأمر حينئذ باستنفار الأعراب من البوادي والرجال من الأعمال ، وتفريق السلاح ، ورفع المجانيق على السور ، وخرج الشرابي إلى مخيمه بظاهر السور فوصل إليه رسول من فلك الدين محمد سنقر الاسن المعروف بوجه السبع ، وكان بالقليعة يزك يخبره بوصول المغول ومحاذاتهم له فركب في الحال وعين على من يتوجه لمساعدة فلك الدين المذكور ثم أخذ في تعبئة العساكر وترتيبها ميمنة وميسرة ، فوصلت عساكر المغول ونزلوا بإزائهم وجرت بين الفريقين حرب ساعة من نهار ، ثم باتوا على تعبئتهم فلما أصبحوا لم يجدوا من عساكر المغول أحدا ..
ثم ورد الخبر أن طائفة منهم عبرت إلى دجيل فقتلوا ونهبوا فنفذ إليهم جماعة من العسكر والعرب نحو ثلاثة آلاف فارس وقدم عليهم الأمير قزقر الناصري فلما عرفوا بعبور العسكر إليهم رجعوا» ا ه (تاريخ الفوطي ص ١٩٩ ـ ٢٠٠).
وهذا التفريق الكبير في تاريخ الفوطي بين الوقائع المتماسكة والمتصلة هو الذي سبب أن تحوم الظنون حول القطع في واحد من المترجمين المذكورين وهل الواحد منهما عين الآخر؟ والآن لم يبق ريب في الغيرية وأن خليل بن بدر من اللر الصغير ، وبقي الشك في حسام الدين عكه من أي قبيل هو؟. فلا يزال الغموض باقيا والتحري مستمرا ...
وهنا يلاحظ أن الاضطراب في تاريخ الفوطي موجود من جهة بيانه قتلة خليل بن بدر فقد عرف مما مر أنه قتل سنة ٦٤٠ ه كما أن شرح النهج عين وقعة المغول