الوارد ذكره في حوادث سنة ٦٥٣ ه من ابن الفوطي إلا أنه بينهما تخالف وما جاء في جامع التواريخ يفصل الوقعة ، والشخص واحد ، وبعض العبارات تتفق تماما (١) ...
وكان هلاكو يستشير أركان دولته وأعيان حاشيته عن فتح بغداد. فكل واحد كان يبدي رأيه حسب اعتقاده فطلب حضور حسام الدين المنجم الذي كان مصاحبا لهلاكو خان بأمر القاآن. وهذا لم يقدم على أمر ما إلا برأيه ومشورته فقال له :
بيّن لنا رأيك بلا تردد ولا مداهنة فيما تراه من الحوادث الدالة على وقوع ذلك استطلاعا من سير الكواكب ومطالع النجوم فقال له المنجم بلا تردد ولا خوف :
إني لا أرى من المصلحة أن تقصد الخلافة العباسية وأن تدفع بجيشك إلى بغداد إذ ما من ملك مقتدر وسلطان قاهر أراد سوءا بالعباسيين بقصد الاستيلاء على بغداد إلا كان نصيبه الخيبة والخذلان وانسلاب الملك من يده وانقطاع حياته. وإذا لم يسمع الملك بما نصحته وقصد بغداد وأساء إلى العباسيين فسيقع من عمله هذا ست حوادث :
__________________
سنة ٦٤٣ ه والارتباك في هذه الوقعة يجعلنا نجزم بأن الفوطي لم يذكرها إلا نقلا عن غيره بصورة مبتورة ومرتبكة ، فلا اتصال لبعض اجزائها ببعض ...
وعلى كل إن النصوص المارة كشفت الغموض عن حقيقة الوقعة مع خليل بن بدر والتعريف به وحقيقة علاقته بوقائع بغداد والمغول والسياسة التي كانوا يرمون إليها من جذب المجاورين واستمالتهم باستخدامهم على الخلافة .. وقد عرضنا هذه النصوص لتعلم درجة علاقة الفيلية بالعراق واتصالهم الوثيق به ، وليكون القارىء على علم من حقيقة الأوضاع السياسية آنئذ وروابطها بالمجاورين ، وما تجره الاغلاط من ويلات ونتائج قاسية.
(١) جامع التواريخ ج ٢ ص ٢٠٤.