وكان الأمراء قد ضربوا على يد الخليفة باستخدام العوام والإذاعة في تقبيح عمل الوزير. وبالنتيجة توجيه اللائمة على الخليفة من جراء التزامه الوزير وقسره على متابعة اولئك ... مما دعا إلى تذبذب الإدارة وسقوط المملكة ...
والأمراء كلهم أو أكثرهم كانوا من المماليك الترك أو كان أهل السلطة منهم وكانوا يتناوبونها ويتنازعون عليها من مدة طويلة ويتحكمون في غيرهم ... فانحلت الإدارة أو بالتعبير الأصح صارت منقادة طوع ارادتهم وتسييرهم ، وكان منهم إقبال الشرابي وقد تنازع على السلطة قبل هذا مع رشيق فالخليفة من حين تسنم عرش الخلافة قربه وكان شرابيا له ... فنال مكانة لحد أنه ولي زمام القيادة للخيالة (سرخيل العسكر) أو قل إنه صار أكبر أهل العقد والحل ، وغالب رجال الجيش من الترك.
ومهما كان الأمر أو تعدد الأمراء العرب أو كثروا ... فالعروة بيد الكواز ، والحكومة حقيقة بيد الجيش التركي ...
ومن الأدلة التاريخية المذاكرات والمعارضات الجارية عند الحوادث المهمة كحوادث المغول العديدة والمداولات من أجلها والاستفادة من الأوضاع السياسية وحوادث العزل والنصب ... فكان الخلفاء فداء هذا الإصرار والعناد الذي قام به الأمراء والوزير دون انصياع إلى الصواب أو محافظة للاعتدال ولا مراعاة الغرض وكانت الحزبية بالغة غايتها ... وكانت الفتن تجري ومنها ما وقع بين الدواتدار الصغير وبين الوزير ، ومثلها ما جرى بين محلة أبي حنيفة والخضريين وبين أهل الرصافة ، ومنها ما وقع بين أهل الكرخ الشيعة ، والسنة ... وهكذا أهمل البلد بوقوع الغرق العظيم وتلف أكثر عماراته ... ومن ثم زادت النقولات وكثرت على الخليفة وعلى وزيره وأمرائه التنديدات ، وأهمها أن الخليفة أهمل حال الجند ومنعهم أرزاقهم بميله لرأي