الواقع ... وذلك بسبب عدم الاطلاع على كيفية الأمور والأحوال التي تتعلق بهذه الدولة وقلة معرفته بعظائم الوقائع وجلائل الحوادث التي كانت لهذه الحضرة الشريفة ... لكن وجدت في خزائنهم المعمورة تاريخ عهد قد عهد على وجه صحيح مكتوب بالخط المغولي وعبارتهم ، إلا أنه لم يكن مرتبا بل كان فصولا ... حافظوا عليها وصانوها عن أعين الأغيار والأخيار وكانوا يكتمونها عن العوام والخواص ، ولم يمكنوا كل أحد من الاطلاع عليها إلى هذا الزمان الذي تشرف بوجود سلطان الإسلام ... فالتفت خاطره الشريف ... إلى ترتيب تلك الاجزاء وتدوينها وأشار عبد هذه الدولة الايلخانية والمعتصم بعون الرب مؤلف هذا التركيب وهو (فضل الله أبو الخير الهمداني الملقب بالرشيد الطبيب ...) أن أكتب تواريخ أصل المغول ونسبهم ونسب سائر الأتراك الذين يشبهون إلى المغول فصلا بعد فصل ، وأرتب تلك الروايات والحكايات التي تتعلق بهم مما كان موجودا في خزائنهم ، ومما وجده بعض الأمراء والمقربين مودعة وإلى هذه الغاية لم يجمعها أحد ولم يتيسر له سعادة هذا التصنيف وشرف هذا التركيب والتأليف. وكل واحد من المؤرخين كتب سطرا من ذلك من غير معرفة بحقيقة الحال بل سمعه من أفواه العوام وتصرف فيه على وجه اقتضاه رأيه ولم يتيقن صحة ذلك لا هو ولا غيره. فأنا أورد عرائس هذه الأبكار ونفائس هذه الأفكار وخيار هذه الاخبار التي بقيت محجوبة في استار الكتمان إلى هذا الأوان بعد المبالغة في تصحيحها والاجتهاد في أصل تلك الأجزاء من علماء الختا وحكمائهم ومن علماء الهند والاويغور والاغور في تنقيحها بلفظ مهذب وعبارة منقحة وطريقة مرتبة ، وأجلوها لأعين النظار على منصة الاظهار ؛ والتفحص عن مجملاتها وتفصيلاتها مما لم يكن مذكورا ، والقبجاق وغيرهم من أعيان كل الطوائف ملازمون للحضرة الشريفة العالية خصوصا من خدمة الأمير المعظم والنويان الأعظم ، قائد جيوش