ايران وتوران مدبر ممالك الزمان (بياض يراجع عنه الأصل الفارسي) دام معظما الذي لم يوجد مثله في بسيط الربع المسكون في أنواع الفضائل وألوان المفاخر والمناقب وفي علم نسب الأقوام الاتراك وتواريخ أحوالهم خاصة تاريخ قوم المغول ، وأقتبس من كتب التواريخ الالفاظ المصطلحة التي لهم وآتي بها على وجه يفهمه الخواص والعوام ويعلمها جميع الانام من أوله إلى آخره ... انتهى.
وفي هذه الكلمات المقتبسة من مقدمة المؤلف ما ينبىء عن بحث عظيم ، ومزاولة أمر جلل مما استدعى أن يخلد هذا الأثر فقد تكلم في القبائل ، وفي بيان حكايات ظهور الأتراك وتعداد عمائرهم ، ثم ذكر قوم المغول ، ثم عقد فصلا في أحوال آباء جنگيز وظهور دولته ، وأنهم كانوا في الأصل طوائف كالأعراب ... ثم فصل وقائع جنگيز تفصيلا لا مزيد عليه ...
وفي آخر هذا المجلد ذكر أن هذا التاريخ كان كتبه للسلطان غازان خان وفي ١١ شوال سنة ٧٠٤ ه قد توفي ، ثم ذكر محمد خدابنده (جاء في موطن آخر خربنده) وهذا هو المجلد الأول ولا يستغنى عما فيه وذكر أنه بعد أن أتم المجلد الأول توفي السلطان محمود غازان فالحق به ما يتم به حوادثه ...
والنسخة لا تخلو من اغلاط لغوية إلا أنها نظرا لقدمها أقرب إلى الصحة ... وأما الاعلام فسيأتي الكلام عليها في حينها وقد رأيت هذه النسخة في مكتبة أيا صوفية رقم ٣٠٣٤ هذا وقد بسطنا القول عن ترجمة المصنف في تاريخنا هذا.
كان اتخذ المصنف وقفا بظاهر بلدة تبريز سماه (الربع الرشيدي) وأجاز للناس أن يكتبوا من المجموعة الرشيدية التي من جملتها هذا الكتاب وهو (جامع التواريخ) نسخا منها هذا التاريخ.