الترجيح أو المتابعة لآراء الآخرين والقطع به يجب أن يكون مقرونا بقوة ومساعدة قلبا وقالبا ما دام القوم رجحوا غير رأيه ... فلم يقم بعمل ، ولا شوق الخليفة على الدوام في الحرب واتخاذ لوازمها.
وفي هذا جريرة عظمى إلا أن مؤرخي المغول مثل صاحب جامع التواريخ والفخري وجهوا اللوم مباشرة على الخليفة من جهة أنه لم يتمكن من الوزير ولم يتسلط عليه في أمور المال والصرف على الجند ، والحال أن هذا الإهمال إنما ينسب إلى الوزير المسؤول عن الحكومة فكان الأولى به أن يعتزل المنصب أو يقوم بواجباته لا أن يمنع ارزاق الجند ، ويسقط أكثرهم من ديوان العرض بحيث آلت أحوالهم إلى سؤال الناس وبذل وجوههم للطلب في الأسواق والجوامع ... مع أن العدو على الأبواب ...
وتابع هؤلاء المؤرخين آخرون في هذه الفكرة والتزام التوجيه بموجبها ...
ومدة وزارته ـ أيام الحكم المغولي ـ قليلة جدا ، وفيها بعد قتل الخليفة عاد والجماعة الذين معه من خدمة هلاكو ، فقرروا حال البلاد ؛ ومهدوا قواعد الحكومة وعينوا لها الصدور والنظار والنواب ... ورتبوا جميع الأعمال ، وشرعوا في عمارة المدينة ... وكان يندد به من جهة قبوله الوزارة بعد قتل الخليفة ، ... ومن جراء لومه الخليفة وتسفيهه لرأيه بعتاب وتقريع ... وأمثال ذلك مما كان يتمثل به من البيت المشهور والمنقول سابقا ... ومهما يكن فالآراء متضاربة في أمره ، ووضعه ما حكيناه ، والتقصير موجه على الكل فلا يسلم منه أحد ...