١٤ سنة فأظهر الرفض قليلا ، وكان وزيرا كافيا ، خبيرا بتدبير الملك ، ولم يزل ناصحا لأستاذه حتى وقع بينه وبين الدوادار ، لأنه كان يتغالى في السنة ، وعضده ابن الخليفة ، فحصل عنده من الضغن ما أوجب له أنه سعى في دمار الإسلام ، وخراب بغداد على ما هو مشهور لأنه ضعف جانبه وقويت شوكة الدوادار بحاشية الخليفة حتى قال في شعره :
وزير رضى من بأسه وانتقامه |
|
بطيّ رقاع حشوها النظم والنثر |
كما تسجع الورقاء وهي حمامة |
|
وليس لها نهي يطاع ولا أمر |
وأخذ يكاتب التتار إلى أن جرّ هولاكو وجرأه على أخذ بغداد ، وقرر مع هولاكو أمورا انعكست عليه وندم حيث لا ينفعه الندم ، وكان كثيرا ما يقول عند ذلك :
وجرى القضاء بعكس ما أملته.
لأنه عومل بأنواع الهوان من اراذل التتار والمرتدة ... ولم تطل مدته حتى مات غما وغبنا في أوائل سنة ٦٥٧ ه ، ومولده في شهر ربيع الأول سنة ٥٩١ ه ... (إلى أن قال) : واشتغل بالحلة على عميد الرؤساء أيوب وعاد إلى بغداد ، وأقام عند خاله عضد الدين أبي نصر المبارك بن الضحاك وكان أستاذ الدار» (١).
وعلى كلّ إن الحكومة كانت ضعيفة ومحكومة الزوال قطعا ، وليس لها قدرة على المقاومة بوجه ولكن اللوم إنما يوجه على الوزير من جراء تخذيل الخلافة والشعب بإضاعته قسرا لآراء الآخرين التي استقر عليها رأي حكومته بالوجه المذكور دون أن يتخذ معها تدبيرا حازما ، وإن
__________________
(١) الوافي بالوفيات ج ١ ص ١٨٤.