بالزمهرير تقدم بعض الخواتين إلى الخواجة نصير الدين الطوسي بمشيخة رباط الخلاطية فرتبه عوضا عن شمس الدين ابن اليزدي. وكان شيخا لم يخالط الصوفية ولا عرف قواعدهم ولا تأدب بآدابهم وكان الناس يولعون به فقال له يوما شمس الدين الكوفي الواعظ أنا وأنت لا نرى الجنة فتأثر لذلك واغتاظ منه فقال له إن الله تعالى يقول (لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً). ولم يزل شيخا بالرباط إلى سنة ٦٧٧ ه ثم سافر وأعيد ابن اليزدي إلى الرباط.
وفيات :
١ ـ قتل النقيب تاج الدين علي بن رمضان بن الطقطقي بظاهر سور بغداد وثب عليه جماعة من أهل الحلة وضربوه بالسيوف وكان السلطان ببغداد فلم يزل الصاحب علاء الدين يفحص عن قاتليه حتى حصلهم وقتلهم ثم أخذ أملاكه بشبهة ما بقي عليه من ضمان الأعمال الحلية.
والطقطقي من آل طباطبا علوي وهو والد صفي الدين محمد صاحب (تاريخ الفخري) كما عليه أهل الأنساب قتله علاء الدين عطا ملك الجويني بتحريض من أخيه شمس الدين الجويني حينما علم منه أنه شكا أحواله لدى السلطان فأرسل إليه الشكوى بعينها ، وحينئذ عزم على الوقيعة به ودبر ما يلزم فكانت القاضية عليه قال في عمدة الطالب :
«تاج الدين علي بن محمد بن رمضان يعرف بابن الطقطقي ، ساعدته الأقدار حتى حصل من الأموال والعقار والضياع ما لا يكاد يحصى ، ومن غرائب الاتفاقات التي حصلت له أنه زرع في مبادىء احواله زراعة كثيرة في أملاك الديوان وهو إذ ذاك صدر الأعمال الفراتية ، وأحرز ما تحصل له من الغلات في دار له كان قد بناها ولم يتمها وفصل حسابه مع الديوان وقد بقي له بقية صالحة من الغلات ،