فأصاب الناس فحط شديد ، وسعر النقيب تاج الدين في بيع الغلات فباع بالأموال ثم بالاعراض ، ثم بالاملاك ، وكان يضرب المثل بذلك الغلاء فيقال غلاء ابن الطقطقي نسب إليه لأنه لم يكن عند أحد شيء يباع سواه ... وترقى أمره إلى أن كتب إلى السلطان أبقا بن هلاكو في عزل صاحب الديوان واقامته عوضه ووعده بأموال جزيلة وإشارة كفايات غريبة فوقع كتابه إلى الوزير شمس الدين الجويني فأخذ قرطاسا وكتب فيه :
كم لي انبه منك مقلة نائم |
|
يبدي سباتا كلما نبهته |
فكأنك الطفل الصغير بمهده |
|
يزداد نوما كلما حركته |
وجعل كتاب النقيب فيه وأرسله إلى أخيه فاستعد صاحب الديوان وتقرر أمره عنده على أن أمر جماعة بالفتك به ليلا ففتكوا به وهربوا إلى موضع ظنوه مأمنا أمرهم بالمصير إليه صاحب الديوان فخرج إليه من ساعته إلى ذلك الموضع فقبض على اولئك الجماعة وأمر بهم فقتلوا واستولى على أموال النقيب وأملاكه وذخائره ...» ا ه (١).
وبهذا نجا للمرة الأخرى من الشكاوى الموجهة إليه والتدابير المرتبة لإسقاطه والوشايات عليه ...
وسيأتي الكلام على ابنه صفي الدين محمد صاحب الفخري وبيان علاقته بالجويني ... في حوادث سنة ٧٠١ ه.
٢ ـ في منتصف ذي القعدة توفي الملك عز الدين عبد العزيز بن جعفر النيسابوري ببغداد.
وكان شيخا جوادا مواصلا لكل من يسترفده واشتهر ذكره بالكرم. تولى شحنكية واسط والبصرة وكان حسن السيرة
__________________
(١) عمدة الطالب ص ١٦٠.