ولا أرى ما رآه صاحب الوافي بالوفيات من أنه نصيري ويعتقد ما يعتقدون وأنه كتب رسالة في النصيرية فلم تعرف هذه عنه وإنما هو مشبع بعقائد غلاة المتصوفة أمثال الحلاج وابن سبعين وأبي يزيد البسطامي ففي رسالته (أوصاف الأشراف) صراحة بذلك ، يرى الاتحاد والوحدة ، أو الظهور بصورة لا تقبل الارتياب ... وفي كتابه (اخلاق ناصري) نراه إلى الباطنية أقرب وذلك أنه كان في خدمة علاء الدين محمد بن حسن الإسماعيلي ومحتشم قهستان ناصر الدين عبد الرحيم بن أبي منصور ولهذا الأخير ترجم كتب الحكمة والأخلاق من العربية إلى الفارسية فكان محترما عنده وبمؤلفاته أيد مذهب الإسماعيلية وتعاليمهم (١) وقد
__________________
(١) قلت (وبمؤلفاته أيد مذهب الإسماعيلية وتعاليمهم) ومستندي ما جاء في تاريخ مفصل ايران قال :
«كان الخواجة نصير الدين في طوس واشتهر هناك في العلوم والفضائل فاستدعاه الإسماعيلية في قهستان وكان لهم المساعي البليغة في طلب العلوم وجمع الكتب وجلب العلماء .. فصار الخواجة إلى خدمة علاء الدين محمد بن حسن الإسماعيلي ومحتشم قهستان ناصر الدين عبد الرحيم بن أبي منصور وكان هذا الأخير محبا للفضل وأهله ، وله رغبة في ترجمة كتب الحكمة والاخلاق من العربية إلى الفارسية فكان الخواجة محترما لدى المحتشم المزبور ، فبادر في تأليف ما يؤيد نحلة الإسماعيلية فترجم (تطهير الاعراق) أو (كتاب الطهارة) تأليف أبي علي ابن مسكويه ترجمه من العربية إلى الفارسية وهذبه فأبرزه بكتاب (أخلاق ناصري) ، عمله لناصر الدين المذكور ، وكان في قلاع الملاحدة» ا ه .. (تاريخ مفصل ايران ص ٥٠٢).
وفي روضات الجنات عن أخلاق ناصري أنه (استخلصه من كتاب الطهارة لأبي علي ابن مسكويه ، والذي أخذه أبو علي من حكماء الهند وغيرهم وتوجد فيه الرخصة في شرب الخمر على وجه مخصوص منحوس».
هذا والمعروف أن آخر مؤلفاته (التجريد) في عقائد الشيعة وفيها عيّن معتقده ، فلا قول في أنه من الشيعة الإمامية ، وله (قواعد العقائد) مطبوع أيضا ... وكانت تحمل مماشاته الإسماعيلية على التقية ...
وقد أورد صاحب روضات الجنات قائمة بأسماء مؤلفاته. ومما لم يذكره (كتاب