والحشمة ما يجاوز الوصف. وقد مرّ من وقائع بغداد ما يتعلق به أيام ولايته عليها. وفي سنة ٦٨٠ ه قدم بغداد مجد الملك اليزدي فأخذ علاء الدين وغله وعاقبه وأخذ امواله واملاكه وعاقب سائر خواصه بتهمة نهب أموال الدولة واخفائها فصادروا كل ما ملك وتحروا عن جميع ما عنده ورموه بالممايلة إلى حكومة سورية والاتفاق معها ، وأن المغلوبيات والوقائع على المغول جرت بسببه ... واختلقوا عليه أمورا كثيرة ... ولعل العلاقة الصهرية بالبيت العباسي مما قوى التهمة وأيد القول ... ثم إن السلطان أحمد اطلقه وأعاد له سلطته فتمكن من الوقيعة بمجد الملك اليزدي ومن معه ... واختفى البعض من مناوئيهم وهرب ... فلما ملك ارغون اختفى الاخوان وتوفي علاء الدين بعد الاختفاء بشهر سنة ٦٨١ ه وقد ذكر الذهبي أن علاء الدين في ولايته على بغداد قد عمر ما خربه المغول ، وأزال عنهم ما نالهم ، وأعاد إلى بغداد ... عمارتها ، وراحتها ... وسعى سعيا بليغا لذلك وكذلك في تاريخ وصاف وعد من عماراته أنه أجرى نهرا من قصبة الانبار إلى النجف الأشرف وصرف له مبالغ وافرة قدرها بمائة الف دينار ذهبا فتأسست عمارات وقرى في جانبيه وعددها مائة وخمسون قرية فانقلبت تلك الأراضي القاحلة إلى مزارع متصلة ... هذا عدا ما مر بيانه. والظاهر أن النهر المذكور هو المعروف اليوم ب (كري سعده). كما أنه أسس رباطا في النجف وقد مر القول عنه ... وقال صاحب فوات الوفيات :
«كان علاء الدين وأخوه فيهما كرم وسؤدد وخبرة بالأمور وعدل ورفق بالرعية وعمارة للبلاد. وبالغ بعض الناس فقال كانت بغداد أيام الصاحب علاء الدين أجود مما كانت أيام الخليفة. وكان الفاضل إذا عمل كتابا ونسبه إليهما تكون جائزته ألف دينار. وكان لهما إحسان إلى العلماء والفضلاء. لهما نظرة في العلوم الادبية والعقلية.
وقد مرّ البيان عن بعض شعره وما رثاه به أخوه شمس الدين