الجويني عند الكلام على المراجع التاريخية (١) ...
وأكبر اثر له التاريخ المعروف ب (جهانگشاي جويني) وهذا التاريخ قد اخذ عنه مؤرخون عديدون وبين هؤلاء ابن الطقطقي وإن لم يصرح بالنقل عنه .. وهو خير صفحة كاشفة عن المغول بقلم أحد ولاة بغداد ومؤرخيها وقد مر بنا أن وصفنا الكتاب في المراجع التاريخية وكنا نأمل أن يدون عن قطرنا أيام حكومته فيكون اساسا لغيره خصوصا جرت وقائع مهمة تدعو للبحث والتدقيق عن صفحة خفية وإن كان تاريخه عاما يتعلق بالحكومة الاصلية ... والمؤرخون مثل وصاف وإن كان يعد بمثابة ذيل لهذا التاريخ إلا أنه لم يكن صادرا من أهله ، وذو صلاحية في التدوين ...
وعلى كل فقد جمع المؤلف بين السياسة والعلم وتدوين الوقائع والدوبيت المذكور سابقا يعين علاقته بهذا المحيط وحبه له رغم تظاهره بأنه كلف بحاضرة الأتراك وما فيها من جمال ويكفي للدلالة على ذلك أنه لم يشأ ان يبرح العراق ويفارق بغداد ... والأهلون محبون له وراغبون فيه على خلاف ما رأوه من سائر أمراء العجم ممن سيجيء القول عنهم ... وقد قال صاحب الشذرات عنه أن امر العراق كان راجعا إليه فساسه أحسن سياسة. طلب في هذه السنة (سنة ٦٨٣ ه) فاختفى ومات في الاختفاء (٢). والصحيح عن وفاته ما أسفلنا.
وكان قد تزوج بنته الإمام الجليل والصوفي الزاهد الشيخ صدر الدين أبو المجامع ابراهيم ابن الشيخ سعد الدين محمد ابن المؤيد بن أبي بكر بن محمد ابن حمويه الجويني الشافعي. وهو الذي اسلم على يده السلطان غازان بمساعدة من امير نوروز فتابعه المغول في اسلامه
__________________
(١) ص ١١ وكلشن خلفا ورقة ٣٥ وفوات الوفيات ج ٢ ص ٣٥ ووصاف.
(٢) «ج ٥ ص ٣٨٣».