يقسرهم على أمر مما يؤثر على معتادهم المذهبي ... وفي بغداد ما يأتي من الحوادث أنه كان يراعي جانبهم بسبب بعض ما وقع من السياسة الداخلية (١) ...
ومهما كان الأمر فلا نرى مجالا للبحث في النضال بين الشيعة والسنة ولا في تاريخ هذه الناحية أي درجة نطاق هذا المذهب وانتشاره في الاقطار وأثره أو تأثيره ... خصوصا أننا نعلم (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) وأن السياسة هي التي نفرت بين الإخوان وباعدت ما بينهم واستخدمت علماء كل فريق وتقويته على الآخر حبا في الاستفادة للحصول على نيل مكانة ... فكان اولئك العلماء آلة شحناء وواسطة بغضاء بين الإخوان في الدين ترويجا لمطالب السياسة ومرغوباتها ...
وفيات :
١ ـ توفي رشيد الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي القاسم البغدادي الحنبلي المقري المحدث الصوفي الكاتب. ولد ليلة الثلاثاء ١٣ ذي القعدة سنة ٦٢٣ ه وسمع الكثير من ابن روزبه والسهروردي وابن الخازن وابن اللتي وغيرهم وعني بالحديث وسمع الكتب الكبار والأجزاء كان عالما صالحا من محاسن البغداديين وأعيانهم ذا لطف وسهولة وحسن أخلاق من اجلاء العدول ولبس خرقة التصوف من السهروردي وحدث بالكثير وسمع منه خلق كثير من أهل بغداد والرحالين وانتهى إليه علو الاسناد. وتوفي في جمادى الآخرة ببغداد ودفن بمقبرة الإمام أحمد.
وزاد في الدرر الكامنة أنه باشر مشيخة المستنصرية بعد الكمال ابن القويرة وذكر أنه توفي في رجب (٢).
__________________
(١) تحفة النظار ص ١٢٣.
(٢) «ج ٤ ص ١٥٠».