أمدّ الايرانيون الموما إليه فكانت النتيجة أن انهزم كپك (١) ...
وذكر أبو الفداء عن وقعة الرطبة ما يلي :
«وكان خربندا نازل الرطبة بجموع المغل (المغول) في آخر شعبان من هذه السنة (سنة ٧١٢ ه) ... واستمر خربندا محاصرا للرطبة وأقام عليها المجانيق وأخذ فيها النقوب ومعه قراسنقر والأفرم ومن معهما وكانا قد اطمعا خربندا أنه ربما يسلم إليه النائب بالرطبة وهو بدر الدين بن اركش الكردي لأن الأفرم هو الذي كان قد سعى للمذكور في النيابة بالرطبة فطمع الأفرم بسبب تقدم إحسانه إلى المذكور أن يسلم إليه الرطبة وحفظ المذكور دينه وما في عنقه من الأيمان للسلطان وقام بحفظ القلعة أحسن قيام وصبر على الحصار وقاتل أشد قتال.
ولما طال مقام خربندا على الرطبة بجموعه وقع في عسكره الغلاء والفناء وتعذرت عليه الأقوات وكثر منه المقفزون إلى الطاعة الشريفة وضجروا من الحصار ولم ينالوا شيئا ولا وجد خربندا لما أطمعه به قراسنقر والأفرم صحة فرحل خربندا عن الرطبة راجعا على عقبه في ٢٦ رمضان من هذه السنة ... وتركوا المجانيق وآلات الحصار على حالها ...» ا ه (٢).
وفي ابن الوردي : «... حاصروها ثلاثة وعشرين يوما ورموها بالمجانيق وأخذوا في النقوب ثم أشار رشيد الدولة على خربنده بالعفو عن أهلها وأشار عليهم بالنزول إلى خدمة الملك فنزل قاضيها وجماعة وأهدوا لخربندا خمسة أفراس وعشرة اباليج سكر فحلفهم على الطاعة له ورحل عنهم ...» ا ه (٣).
__________________
(١) تاريخ كزيده.
(٢) تاريخ أبي الفداء.
(٣) تاريخ ابن الوردي ج ٢ ص ٢٦١.