وفي عقد الجمان تفصيل عن هذه الوقعة وعن وصول خربندا إليها ورحيله ثم نزوله الموصل ... وعند ذلك جاءته التقدمات والوفود من كل صوب ثم رحل إلى تبريز. وهناك جاءه رسول من ملك الترك (ولدي) وطلب منه الحمل لانقطاعه لمدة ثلاث سنوات فجمع خربندا المجلس ثم انتظر چوبان فأجابه ليس سوى الحرب وضرب الرسول ضربا مبرحا ...
ومن ملخص الأسباب الصحيحة أن القوم تركوا الحصار لأن المغول في ما وراء النهر عانوا في خراسان وما والاها فلا معنى لبقائهم على حصار الرطبة. وأن الصلح وقع لهذا السبب وانسحب الجيش للأمر الأهم ... كما أنه التجأ الأفرم وقراسنقر إلى خدابنده بعد التاريخ الذي بيناه وقد حكى ابن بطوطة ذلك بصورة مفصلة قال :
«كان قراسنقر من كبار الأمراء وممن حضر قتل الملك الأشرف أخي الملك الناصر وشارك فيه. ولما تمهد الملك للملك الناصر وقرّ به القرار واشتدت أواخي سلطانه جعل يتتبع قتلة أخيه فيقتلهم واحدا واحدا إظهارا للأخذ بثأر أخيه وخوفا أن يتجاسروا عليه بما تجاسروا على أخيه وكان قراسنقر أمير الأمراء بحلب فكتب الملك الناصر إلى جميع الأمراء أن ينفروا بعساكرهم وجعل لهم ميعادا يكون فيه اجتماعهم بحلب ونزولهم عليها حتى يقبضوا عليه. فلما فعلوا ذلك خاف قراسنقر على نفسه. وكان له ثمانمائة مملوك فركب فيهم وخرج على العسكر صباحا فاخترقهم وأعجزهم سبقا وكانوا في عشرين ألفا وقصد منزل (أمير العرب) مهنا بن عيسى وهو على مسيرة يومين من حلب وكان مهنا في قنص له فقصد بيته ونزل عن فرسه وألقى العمامة في عنق نفسه ونادى الجوار يا أمير العرب وكانت هناك أم الفضل زوج مهنا وبنت عمه فقالت له قد أجرناك وأجرنا من معك فقال إنما اطلب أولادي ومالي فقالت له لك ما تحب فانزل في جوارنا ففعل ذلك وأتى مهنا فأحسن