ينتظم فجمع جنگيزخان عساكره والتقى مع خوارزمشاه محمد فانهزم خوارزمشاه فاستولى جنگيزخان على بلاد ما وراء النهر. ثم تبع خوارزمشاه محمدا وهو هارب بين يديه حتى دخل بحر طبرستان. ثم استولى جنگيز على البلاد (١).
ويستفاد من هذه بالنظر لمصادرنا أن جنگيزخان هو المؤسس لهذه الحكومة المعروفة (بحكومة المغول) (٢) أو (حكومة التتر) (٣) ولم تكن لهم حكومة ولا ذكر إلا في زمن جنگيز. وإنما كانت هذه الأقوام أشبه بقبائل العرب الرحل. ولها مدن تقطنها ومواقع مدنية تقيم فيها هي أقرب إلى البداوة أو الطريق الموصل إلى المدنية بين البداوة والحضارة.
وتكاد تكون قبائلهم وأقوامهم في عزلة عن العالم لو لم يكن الإسلام قد هاجم ديارهم أو ما جاورها أثناء الفتح الإسلامي وإبان النهضة العربية ، والمعروف أنه هاجم أقوامهم الانحاء الغربية بل هاجروا بهجرات متوالية لا محل لذكرها هنا. ومع هذا فإن (المغول) أبعد عن الاحتكاك ولم يظهروا للوجود إلا في أواخر العصر السادس للهجرة.
وقبل هذا نرى المدونات العربية عنهم سواء كانوا مغولا أو تترا حين الاستيلاء عليهم والمكافحة معهم ونشاهد منهم أسرى كثيرين قد انتشروا في العالم الإسلامي وفي المملكة الإسلامية كما أنه قد تكونت حكومات منهم وتألف الجيش التركي في الخلافة العباسية وبرز فيهم القواد والوزراء. ولكن لم يؤمل أن تظهر منهم أمة بعيدة عن الإسلام وعن الحضارة وتهاجم الترك المسلمين من جهة وتحارب الصين من أخرى وتدوخ الهند آونة وتستولي على ديار العجم وممالك روسية وتهدم صرح الخلافة الإسلامية وتقضي على حضارة المسلمين وتدهش العالم
__________________
(١) «ص ١٢٣ أبو الفداء ج ٢».
(٢) سيأتي الكلام على كل من المغول والتتر.
(٢) سيأتي الكلام على كل من المغول والتتر.