ولي بعده وهو تاج الدين علي شاه وصار يتوسل بالوسائل اللازمة للقضاء على مناوئيه لحد أنه بعد أن قضى على الخواجة سعد الدين رأى أن تاج الدين علي شاه من أكبر المعارضين له فنصب نفسه لمقاومته واتخذ كل ما يجب من تدابير للقضاء عليه ... فعزل تاج الدين علي شاه عام ٧١٥ ه إلا أنه لم يلبث كثيرا وإنما أعيد إلى موقعه بعد مدة وجيزة وذلك أنه نال مقاما رفيعا وصار بيده الحل والعقد ومن حسن الصدف المساعدة له أن توفي الجايتو خان الذي كاد يقضي على الخواجة رشيد الدين بل إنه أصدر فرمان القتل إلا أنه برجاء والتماس من نفس تاج الدين علي شاه عفا عنه السلطان ... وقد سنحت للخواجة رشيد الدين الفرصة للتنكيل بعدوه استفادة من اتصاله بالأمير چوبان ومع هذا لم يشأ الوقيعة رغم أن أكابر الرجال ركنوا إليه مثل ضياء الملك والخواجة عز الدين القوهدي والخواجة علاء الدين الهندي واستعانوا به وحضوه على ذلك فقابلهم ببرودة وتؤدة ولعل طعنه في السن هو السبب في عدوله عن القضاء عليه فمال المذكورون إلى تاج الدين علي شاه وصاروا على الخواجة رشيد الدين وأساسا استمال القوم الأمير چوبان ...
ذلك ما دعا أن يغيروا السلطان عليه وأغروه للوقيعة به فخسرت الحكومة أكبر مدبر ورجل قدير من رجالها فقتل وابنه الخواجة عز الدين في ١٧ جمادى الأولى سنة ٧١٨ ه فصفا الجو لتاج الدين علي شاه واستقل بالأمر خصوصا بعد وقعة الأمير چوبان. اختلقوا عليه أنه سم السلطان الجايتو بمناسبة أنه طبيب ... لحد أن السلطان أبا سعيد والأمير چوبان اعتقدوا صحة ذلك ومن ثم كثرت التقولات والإشاعات عليه من جانب خصومه وإذاعاتهم وحينئذ جلبوا طبيب السلطان في ذلك الوقت وهو جلال الدين (١) ابن الحزان الطبيب اليهودي طبيب خربندا
__________________
(١) الدرر الكامنة ج ٣ ص ٢٣٢.