موته بعد موت خربندا ... وقال البرزالي في ترجمته كان حسن البراعة ، وطبيبا صادقا ، واستوزره خربندا وغازان وتعسف بعلمه وحكمه في الممالك وبنى عدة من الخوانك والمدارس وكان له من الأموال من كل جنس ونوع الكثير سوى مآكله فبصفات معروفة عاش نحوا ٨٠ سنة. قال الذهبي كان له رأي ودهاء ومروءة. وكان الشيخ تاج الدين الأفضلي يذمه ويرميه بدين الأوائل وقدر عليه فصفح عنه وبالجملة كانت له مكارم وشفقة وبذل وتودد لأهل الخير ...
وفي ابن الوردي : قتل رشيد الدولة طبيب خربندا اتهمه چوبان بأنه غش خربندا في المداواة وقطع رأسه وسيره إلى تبريز وأحرقت جثته واستأصلوا أملاكه وأمواله وجواهره واختلف في طويته فقال الشيخ تاج الدين الأفضل التبريزي قتل الرشيد أعظم من قتل مائة ألف من النصارى وقال قاضي الرطبة رأيت منه شفقة على أهل الرطبة وسعيا في حقن دمائهم يعني أيام حصارها وإنما كان يتبع أعداءه صالحين كانوا أو فسقة» (١) ا ه.
وفي عقد الجمان جاء عنه :
«أبو الفضل رشيد الدولة ، فضل الله بن أبي الخير بن غالي الهمذاني الطبيب ، كان أصله يهوديا من يهود همذان ، ثم أسلم وهو شاب ابن ثلاثين سنة ، وخدم بالطب ابغا ملك التتار ، فلما صار الملك إلى ارغون بن ابغا لازمه رشيد الدولة ، وما زال يخدم ملكا من ملوك التتار حتى جاء خربندا فكان عنده في أعلى المنازل ، وخيره أن يكون وزيرا فأبى واختار أن تكون وظيفته تخيير الوزراء فاستخدم سعد الدين الساوجي عنده ثم سعى به حتى قتله ، ورتب له على تعيين الوزراء كل
__________________
(١) من حوادث سنة ٧١٨ ه ج ٢ ص ٢٩٨.