ودهاء ، فسر القرآن العظيم فشحنه بآراء الأوائل ، عاش نيفا وسبعين سنة وقيل بل كان جيّد الإسلام وهو والد الوزير المعظم محمد بن الرشيد وكان وزير التتار ومدبر دولتهم.» ا ه (١).
وجاء في الدرر الكامنة (٢) :
«فضل الله بن أبي الخير بن غالي الهمذاني الوزير رشيد الدولة ، أبو الفضل ، كان أبوه عطارا يهوديا فأسلم هو واتصل بغازان فخدمه وتقدم عنده بالطب إلى أن استوزره. وكان يناصح المسلمين ويذب عنهم ويسعى في حقن دمائهم ، وله في تبريز آثار عظيمة من البر وكان شديدا على من يعاديه أو ينتقصه ، وكان متواضعا ، سخيا ، كثير البذل للعلماء والصلحاء ، وله تفسير على القرآن فسره على طريقة الفلاسفة فنسب إلى الالحاد ، وقد احترقت تواليفه بعد قتله ، وكان نسب إلى أنه تسبب في قتل خربندا ملك التتار فطلبه چوبان إلى السلطان على البريد فقال له أنت قتلت القاآن فقال معاذ الله أنا كنت رجلا عطارا ، ضعيفا بين الناس فصرت في أيامه وأيام أخيه متصرفا في الممالك ثم احضر الجلال الطبيب ابن الحزان اليهودي طبيب خربندا فسألوه عن موت خربندا فقال اصابته هيضة قوية انسهل بسببها ثلثمائة مجلس وتقيأ قيئا كثيرا فطلبني بحضور الرشيد والأطباء فاتفقنا على أن نعطيه أدوية قابضة مخشنة فقال الرشيد هو إلى الآن يحتاج إلى الاستفراغ فسقيناه برأيه مسهلا فانسهل به سبعين مجلسا فسقطت قوته فمات. وصدقه الرشيد على ذلك فقال الچوبان للرشيد فأنت قتلته وأمر بقتله فقتل وفصلوا أعضاءه وبعثوا إلى كل بلد بعضو وأحرقوا بقية جسده وحمل رأسه إلى تبريز ونودي عليه هذا رأس اليهودي الملحد. ويقال إنه وجد له ألف ألف مثقال وكان
__________________
(١) ج ٦٦ ص ٤٥.
(٢) ج ٣ ص ٢٣٣.