وهو الذي نسج المودة بين الإسلام والتتر ...» ا ه (١).
وهنا يسمي أبو الفداء السوريين والمصريين بالإسلام وملوك المغول بالتتر مع أنهم أسلموا ... وهكذا في كل تعابيره المارة ...
ومثله من مؤرخي سورية ومصر كثيرون ...
وفي الشذرات جاء عنه «فيها ـ سنة ٧٢٤ ه ـ توفي وزير الشرق علي شاه ابن أبي بكر التبريزي كان سنيا معظما لصاحب مصر ، محبا له. توفي بأرجان في جمادى الآخرة وقد شاخ.» ا ه (٢) ولم يمت من وزراء المغول على فراشه سواه (٣) ...
وفي الدرر الكامنة هو وزير التتر خدم القاآن أبا سعيد وتمكن منه وكان في أول أمره سمسارا وكان محبا لأهل السنة مصافيا للناصر وقد أهدى إليه رقعة بليغة ذهبية وكان مغرى بالعمارة. حتى أنه عمر بستانا في داخله أربع ضياع بغير اقمين (تنور الحمام) بل ركب قدرها على أربع منافخ للحدادين فكلما أوقدوا نارهم حميت القدر فسخن الماء وأنشأ جامعا كبيرا بتبريز ومات بأرجان في جمادى الآخرة سنة ٧٢٤ ه وهو في نحو الستين (٤).
وجاء في عقد الجمان : «... خدم الوزير رشيد الدين وباع له واشترى وتقرب إليه وبخدمته تقرب إلى الأمير چوبان وحاشيته وكان يسافر ويتاجر لأجل الوزير ، ثم جعله الوزير كاتبا في الضياع ، ثم تنقل إلى حفظ الأموال وجمعها من البلاد ، وكان كريما سمح النفس مليح العبادة فأوصافه الحميدة أوصلته إلى أن صار نائب الوزير وقوي أمره مع چوبان وصحبه إلى عمل على الوزير رشيد الدين حتى قتل وتولى مكانه
__________________
(١) أبو الفداء ج ٤ ص ٩٦.
(٢) ج ٦ ص ٦٣ الشذرات.
(٣) تاريخ كزيده ص ٦٠٦.
(٤) الدرر الكامنة ج ٣ ص ٣٤.