بالقرب من مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فمنع من ذلك ودفن بالبقيع والچوبان هو الذي جلب الماء إلى مكة شرفها الله تعالى ولما استقل السلطان أبو سعيد بالملك أراد أن يتزوج بنت الچوبان وكانت تسمى بغداد خاتون وهي من أجمل النساء وكانت تحت الشيخ حسن الذي تغلب بعد موت أبي سعيد على الملك وهو ابن عمته فأمره فنزل عنها وتزوجها أبو سعيد وكانت احظى النساء لديه والنساء لدى الأتراك والتتر لهن حظ عظيم وهم إذا كتبوا امرا يقولون فيه عن أمر السلطان والخواتين ولكل خاتون من البلاد والولايات والمجابي العظيمة وإذا سافرت مع السلطان تكون في محلة على حدة وغلبت هذه الخاتون على أبي سعيد وفضلها على سواها وأقامت على ذلك مدة أيامه ثم إنه تزوج امرأة تسمى بدلشاد (١) فأحبها حبا شديدا وهجر بغداد خاتون فغارت لذلك وسمته في منديل مسحته به بعد الجماع فمات وانقرض عقبه وغلبت امراؤه على الجهات ولما عرف الأمراء أن بغداد خاتون هي التي سمته أجمعوا على قتلها وبدر لذلك الفتى الرومي خواجة لؤلؤ وهو من كبار الأمراء وقدمائهم فأتاها وهي في الحمام فضربها بدبوسه وقتلها وطرحت هنالك أياما مستورة العورة بقطعة تليس واستقل الشيخ حسن بملك عراق العرب وتزوج دلشاد امرأة السلطان أبي سعيد كمثل ما كان أبو سعيد فعله من تزوج امرأته (٢).
ويلاحظ هنا أن ابن بطوطة كان أول مجيئه إلى العراق أيام السلطان أبي سعيد أوائل عام ٧٢٧ ه كما تقدم ثم إنه عاود العراق بعد انقراض دولة المغول فحكى ما شاهده أولا وآخرا فجمع كافة ما علمه ورآه في المشاهدات العديدة.
__________________
(١) هذه بنت دمشق خواجة ابن الأمير چوبان وبعد انقراض حكومتهم تزوجها الشيخ حسن الجلايري على ما سيأتي ...
(٢) ص ١٣٨ رحلة ابن بطوطة ج ١.