من خدامه ومماليكه واتصل الخبر بأبيه الچوبان وهو بخراسان ومعه أولاده أمير حسن وهو الأكبر وطالش وجلوخان (١) وهو أصغرهم وهو ابن أخت السلطان أبي سعيد ، أمه ساطي بك بنت السلطان خدابنده ومعه عساكر التتر وحاميتها فاتفقوا على قتال السلطان أبي سعيد وزحفوا إليه فلما التقى الجمعان هرب التتر إلى سلطانهم وأفردوا الچوبان فلما رأى ذلك نكص على عقبيه وفرّ إلى صحراء سجستان وأوغل فيها وأجمع على اللحاق بملك هراة غياث الدين مستجيرا به ومحصنا بمدينته وكانت له عليه أياد سابقة فلم يوافقه ولداه حسن وطالش على ذلك وقالا له إنه لا يفي بالعهد وقد غدر ب (فيروز شاه) بعد أن لجأ إليه وقتله فأبى الچوبان إلا أن يلحق به ففارقه ولداه وتوجه ومعه ابنه الأصغر جلوخان فخرج غياث الدين لاستقباله وترجل له وأدخله المدينة على الأمان ثم غدر به بعد أيام وقتله وقتل ولده وبعث برأسيهما إلى السلطان أبي سعيد وأما حسن (٢) وطالش فإنهما قصدا خوارزم وتوجها إلى السلطان محمد الأزبك فأكرم مثواهما وأنزلهما إلى أن صدر منهما ما أوجب قتلهما فقتلهما وكان للچوبان ولد رابع اسمه الدمرطاش فهرب إلى ديار مصر فأكرمه الملك الناصر وأعطاه الإسكندرية فأبى من قبولها وقال إنما أريد العساكر لأقاتل أبا سعيد وكان متى بعث إليه الملك الناصر بكسوة أعطى هو للذي يوصلها إليه أحسن منها إزراء على الملك الناصر وأظهر أمورا أوجبت قتله فقتله وبعث برأسه إلى أبي سعيد (قد ذكرنا قصته وقصة قراسنقور فيما تقدم) ولما قتل الچوبان جيء به وبولده ميتين فوقف بهما على عرفات وحملا إلى المدينة ليدفنا في التربة التي اتخذها الچوبان
__________________
(١) في تاريخ الغياثي اسمه جلاوخان.
(٢) وفي الغياثي انه قال لابنيه ومن معهما من الأمراء إنكم عاهدتموني على أن لا تفارقوني حتى حافة القبر فقال ابنه حسن أعلم أن دخولك هراة إلى القبر ...
«ص ١٦٧ الغياثي».