بوقا من أولاد تولي خان ومن حين جلوسه ثارت الفتن وتوالت على المملكة الإحن والقلاقل ... وذلك أنه لما تحقق ازبك خان موت السلطان أبي سعيد من غير وارث قام للمطالبة بالمملكة وقصد أن يحوزها فسار إليها بجيش لا يحصى ...
وكذا والي بغداد علي باشا (١) أمير الأويرات (٢) حينما سمع بموت السلطان أبي سعيد نهض للمطالبة وسار يدعو له ... وكان بين هذا الوالي وبين الوزير غياث الدين محمد كره شديد وبغضاء فإنه بعد قتل چوبان كان يتوقع أن يكون حاكما في ايران فمشى بعد وقعة الچوبان إلى السلطان أبي سعيد فرأى الوزير ما يظهر من الأويرات من الاطماع والآمال ، وأنهم شديد والمراس على من يريد إصلاحهم ... فسعى لإبعادهم عن حضرة السلطان ودفعهم عما كانوا عليه من المنزلة فصدر أمر السلطان أبي سعيد إلى علي باشا مع جماعة الأمراء أن يتوجهوا إلى خراسان ليصدوا غائلة عسكر كان قد خرج عليهم هناك ... فذهبوا إلى السلطانية ثم ندموا على خروجهم من (الاردو) ، ورأوا ان الوزير أبعدهم فشق عليهم ذلك وبقوا في السلطانية وهموا بالرجوع .. فلم يجبهم إلى
__________________
(١) جاء في كلشن خلفا علي باشا ، أو علي شاه كما أن في غيره جاء علي بادشاه ، كذا في تاريخ كزيده عند ذكر وفاة السلطان أبي سعيد وفي الدرر الكامنة علي باشا ، وفي الشذرات علي باش.
(٢) الأويرات قبيلة من قبائل المغول وجاءت في كلشن بلفظ اورياد والصحيح الأول.
وكانت هذه القبيلة تسكن في شرقي المغول عند فروع آنقارا موران «نهر انقارا» يقيمون في فروعه ولكل فرع منها اسم وهذه القبيلة كان رئيسها قوتوقا بكى عارض جنگيز في بادئ الأمر ثم اطاعه وتزوج كل من الآخر بنتا. وفي أيام منكوقاآن قد عين من امرائهم ارغون آغا من قبيلة اويرات واليا على خراسان وهذا دامت ولايته عشر سنوات فلما مات انعم القاآن على هلاكو بايران وأعطاه خمس جيشه ليقوم بمهمة الفتح ... وهذه القبيلة ظهرت للوجود في عهد ارپاخان وكان اميرها علي باشا والي بغداد فقام بدوره فانقرضت على يده حكومة المغول فكانت يدها آلة فتح في أول الأمر وآلة تخريب في الآخر ... «شجرة الترك ولغة جغتاي».