ذلك وأكد عليهم في السير إلى خراسان فعظم عليهم أن يرجعوا عن قصدهم وعزموا أن يدخلوا الأردو ويوقعوا بالوزير ... فلما وصلوا إلى قرب الأردو باوجان انفذت والدة السلطان إلى علي باشا تخبره أنه إن رجع قتل لا محالة ... فخاف جماعة الوزير وأكثر الخواجكية فهربوا بما عز عليهم من الأموال عن مخيم الوزير إلى الجهات الأخرى ...
أما علي باشا فإنه لما سمع كلام أخته رجع إلى مصيفه خائبا وتفرقت العساكر عنه وإثر هذه الحادثة بقي في نفسه الألم والغيظ حتى توفي السلطان أبو سعيد ثم علم بنصب ارپاخان سلطانا وتيقن أن الجماعة الذين كانوا معه كانوا متفقين معه على الوزير ووجدهم مائلين عن اولئك فأظهر حنقه لما فعله الوزير وخالفه في الرأي وكاتب الجماعة المذكورين وأبدى لهم ما كان منه من عدم الرضا ...
ثم إن علي جعفر الذي كان أمير الجيش وهو ابن وفادار بن ايريختن لم يكن متوسما في الوزير خيرا وإنما اتفق مع بغداد خاتون (عمة دلشاد خاتون) فهرب علي جعفر مع دلشاد خاتون حين أمر السلطان ارپاخان بقتل بغداد خاتون التي دعت إلى فتن كبيرة وإلى ارتباك الأحوال واضطرابها (١) ... والتجأ إلى علي باشا والي بغداد ففرح علي باشا بهما فرحا عظيما وأشاعوا أن دلشاد خاتون زوجة السلطان أبي سعيد وبنت دمشق خواجة حامل من السلطان أبي سعيد وأخذها علي باشا ونزل بها على العراق وأظهر أن الحكومة للولد الذي هو حمل دلشاد خاتون من أبي سعيد سواء كان ذكرا أو أنثى ...
واستولى على العراق وحكم على الخواجة عز الدين معروف (٢) وشيخ زاده ابن السهروردي الذي كان هو ختن الوزير (زوج اخته).
__________________
(١) كلشن خلفا.
(٢) مر أنه كان والي بغداد كما نقل عن ابن بطوطة.