المتدبر ما يجري في مطاويه رغم ما جرى على اللسان من وقائعه التي داخلتها الأساطير والخرافات والابطال التاريخيون ...
ولم يزد الأوروبيون على ما ذكره العرب والعجم رغم سياحاتهم وتتبعاتهم الأخيرة عن الماضي إلا قليلا يتعلق بتحقيق بعض الأعلام وهذه أيضا فيها نظر ولا يكاد يعول الواحد على تلفظ لهم ... ووصف الأقوام وتدقيق اللغات ونعت الأقاليم وتدوين الهجرات. وهذا كشف نوعا وزال عنه الغموض وإن لم يعثر على وقائع الماضي. أما الآثار فهي قليلة جدا ، والمعلوم من الوقائع سد فراغا مهما في المعرفة ... ومن المراجع المهمة لمعرفة أوصافهم ومزاياهم رسالة الجاحظ في (تفضيل الترك) و(كتاب تلفيق (١) الأخبار ، وتلقيح الآثار ، في وقائع قزان وبلغار وملوك التتار) ، و(كتاب اخبار الزمان للمسعودي) (٢) ، وغيرها من الكتب والمراجع ...
وبعد ملاحظة ما تقدم نبين حالة الترك القدماء باعتبارها قصصا منقولة إلى تكون المغول والتتر حسب ما هو معروف عن علماء الترك ومؤرخيهم كأساطير وروايات شفهية ...
__________________
(١) هذا الكتاب من الآثار المهمة الجامعة لاخبار الترك والتتر للمؤلف العصري «م. م. الرمزي» طبع الجلد الأول والثاني منه في بلدة اورنبورغ وفيه بعض التصاوير ولا يخلو الكتاب من أغلاط رغم وجود قائمة بالخطأ والصواب ولو لا ذلك لكان عمدة في الموضوع فإنه يعتمد على مراجع جمة وكتب كثيرة عصرية وقديمة وينقد اثناء البحث كتاب الغربيين وبعض نشرياتهم ... وهو من جملة المراجع التي عوّلنا عليها ...
(٢) منه نسخة الجلد الأول في مكتبة ويانة الأهلية وفيه بيان عن ولد يافث واف وعد منهم اقواما كثيرة وتكلم عن طائفة الترك منها بسعة ... وقد رأيتها هناك وأخذت عنها بعض النقول ، خطها قديم وواضح ... ولا محل لتفصيل القول عنها الآن.