فأعطى والده الأوامر الصارمة ... لتنفيذ ما قرروا.
ولما سمعت زوجة اوغوز الصغرى بذلك بادرت بسرعة في ايصال الخبر إليه وإعلامه بما جرى فعرفته بالأمر. أما اوغوزخان فإنه طير الخبر إلى اعوانه وأعلمهم بما عزم عليه والده من أنه يريد قتله وقال لهم : من كان يحبني فليتبعني ومن اختار أبي فليلتحق به. وقد تبع القسم الأكبر أباه ولم يبق معه إلا القليل. ولكن لحق به أكثر ابناء اعمامه مما لم يخطر ببال أحد فسماهم (اويغور) أي المؤتلفين معه (الأنصار والأعوان). ومعنى ذلك أنهم صاروا ألصق الناس به وأكثرهم تفاديا في سبيله.
وحينما اشتبكوا في القتال كان النصر حليف اوغوزخان وقد فر خصومه. وفي أثناء الحرب أصاب قاراخان والد اوغوزخان سهم طائش فأرداه قتيلا. وحينئذ جلس اوغوزخان على تخت أبيه.
وإثر ذلك دعا قومه إلى الدين الحق فمن دخل في دينه نجا ومن تخلف حاربه وأسر أولاده. وكانت قبائل أخرى لأمراء آخرين تتجمع عليه فمن تبعه سلم ومن ناوأه التحق بأولئك. فصار يضايقهم ويقاتلهم سنة بعد سنة فيظفر بقسم منهم كل حين إلى أن استولى على الكل.
إن الذين لم يدينوا بدينه فروا إلى التتر ولجأوا إليهم. وكان التتر آنئذ يسكنون قرب جورجيت كما تقدم فقاتلهم اوغوزخان فكان النصر حليفه. فحصل على غنائم تفوق الحصر حتى أنه لم يجد من الدواب ما يحملها فاتخذ بعض رجاله العربة وتسمى (قانق). وللآن تسمى القبيلة التي اخترعتها بقبيلة (قانقلي).
إن اوغوزخان كافح لمدة طويلة حتى أطاعه الجميع من التتر. وكذا اكتسح الأقوام المجاورة كالأفغان والغور ولم يغلب إلّا في جهة الهند. وبعد نحو ١٧ سنة أعاد الكرة عليهم فانتصر وقتل ملكهم