(ايت باراق) واستولى على مملكتهم.
ثم إنه أرسل قائده المسمى (قبچاق) إلى الروس والأولاح والمجر فأذعنوا له. وأما من لم يذعن للدين الحق منهم فقد قتله وأسر النساء والأطفال. ولا تزال الأماكن التي استولوا عليها تسمى صحراء قبچاق (دشت قيپچاق) ولا يوجد فيها أحد غيرهم.
وكذا حارب تركستان (التتر) فضبط سمرقند وبخارا وسيرام وبلخ وعين لها ولاة كما أنه ضبط غور وبعدها استولى على كابل وغزنة. وتقدم إلى الهند فضبط كشمير وغنم غنائم وفيرة جدا وعاد إلى وطنه مغولستان.
وبعد سنة تأهب لحرب ايران فأصابه عناء من جراء ذلك لضياعه الطريق. وفي هذه الأثناء لم يحكم ايران (شاه كبير) إذ كان (كيومرث) قد توفى ولحد ذلك التاريخ لم يتخذ هوشنك ملكا.
أما العرب فكانوا طوائف وقبائل لكل قبيلة أو عشيرة رئيس لا تعرف سواه ولا جامعة هناك تجمع القبائل وتوحد بينها ولما كانت حال ايران بهذا الوضع استولى اوغوزخان على خراسان ثم على العراق وآذربيجان وارمينية والشام ومصر. وقد اكتسح بعض هذه الممالك حربا والقسم الآخر اذعن له بلا جدال ولا حرب وعين ولاة يقال لهم (داروغا) وهؤلاء ضباط عسكريون أوما يسمى اليوم (بالحاكم العسكري).
ولما حصل على هذا الظفر عاد لمملكته بسرور واحتفال عظيمين لا مزيد عليهما. وقد وسعوا ذلك أيضا ببعض الخرافات بل إن هذه الوقائع مما يبعد وقوعها من شخص أو قوم إلا شذوذا ...
ويحكى أنه كان لأوغوزخان ستة أولاد وزع عليهم ممالك ومدنا ونصحهم بنصائح نافعة. وبعد أن حكم ١١٦ سنة [لعل هذه السنين أقل