فعاد الكرة ودمرهم واستولى على مواطنهم وخيامهم ولم يدعوا كبيرا إلا قتلوه وأسروا صغارهم وسبوا نساءهم ومن ذلك الحين قضى على المغول.
وإثر هذه الوقعة رجع ايلخان إلى وطنه وقد قتل ابناؤه وبقي أصغرهم وهو (قييان) وكان تزوج في هذه السنة. وكذا كان تزوج ابن بنته وهو (نكون) ففر هؤلاء مع نسائهما وأخذا معهما بعض المواشي من بقر وغنم وإبل وخيل ولجأوا إلى محل بعيد وراء الجبل المسمى (أركنه قوي) (١).
وقد تكررت في تواريخ عديدة بهذه الصورة. وقال في لغة جغتاي : «اسم جبل في تركستان كان سكنه قيان دنكوز ، وسد بابه سونج خان. ثم فتح هذا السد وانتشروا في العالم» أي انهم تاهو في هذا الجبل مدّة كبني اسمائيل في ارض التيه ثم ظهروا .. وجاء في (ترك بيو گلري) تفصيلات اساطيرية ، وحكايات خرافية عنه ، وحلل صاحب الكتاب المذكور لفظها إلى معان كلها لا تتجاوز الحدس والتخمين .. ولكنه ضبط اللفظ بالوجه المشروع فلم يبق محل للتردد فيه (٢).
تكاثروا هناك ولم يصلهم أحد فأضاعوا الطريق (تاهوا) وكان لا يسع أكثر من واحد فعاشوا وراءه بأرض خصبة واسعة. وبعد اربعمائة سنة أقاموها وتكاثروا خلالها اتخذوا طريقا للخروج. وحينئذ حاربوا التتر فانتصروا عليهم وأخذوا بثأرهم ومحوا من عصاهم من التتر وأطاع الباقون. فصارت طوائف المغول هي الغالبة حتى أن بعض القبائل التترية التي لحقت بهم وعاشت معهم عادت تعتبر منهم وإن كانت خارجة عن جذمهم كما مرّ.
__________________
(١) وفي تلفيق الأخبار جاء بلفظ «اركنة قون».
(٢) ترك بيوكلري ص ٣٨ وما يليها. ولغة جغتاي ص ١٠ وفي الملحق تعليق : وردت بلفظ اركنة قوي ، والأكثر ارگنه قون ، وهو الصواب.