كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (الشورى : ١١). (وقيل) : ما لا يحتمل في التأويل إلا وجها واحدا.
(وقيل) : ما تكرر لفظه.
وأما المتشابه (١) فأصله أن يشتبه اللفظ في الظاهر مع اختلاف المعاني ، كما قال [تعالى] في وصف ثمر الجنة : (وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً) (البقرة : ٢٥) أي متّفق المناظر ، مختلف الطّعوم ، ويقال للغامض : متشابه ، لأن جهة الشبه فيه كما تقول لحروف التهجّي (٢).
والمتشابه مثل المشكل ، لأنه [٨٦ / أ] أشكل ، أي دخل في شكل غيره وشاكله.
واختلفوا فيه (فقيل) هو المشتبه الذي يشبه بعضه بعضا (وقيل) هو المنسوخ الغير معمول به (وقيل) القصص والأمثال (وقيل) ما أمرت أن تؤمن به وتكل علمه إلى عالمه (وقيل) فواتح السور (وقيل) ما لا يدرى إلا بالتأويل ، ولا بد من صرفه إليه ؛ كقوله : (تَجْرِي بِأَعْيُنِنا) (القمر : ١٤) و (عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ) (الزمر : ٥٦) (وقيل) الآيات التي يذكر فيها وقت الساعة (٣) ، ومجيء الغيث ، وانقطاع الآجال ؛ كقوله : (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) (لقمان : ٣٤) (وقيل) ما يحتمل وجوها ، والمحكم ما يحتمل وجها واحدا. وقيل : [ما] (٤) لا يستقل بنفسه ، إلا بردّه إلى غيره. وقيل : غير ذلك. وكلّها متقارب.
وفصل الخطاب في ذلك أنّ الله سبحانه [وتعالى] قسم الحقّ بين عباده ، فأولاهم بالصواب من عبر بخطابه عن حقيقة المراد ؛ قال سبحانه [وتعالى] : (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل : ٤٤) ثم (٥) قال : (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ) (القيامة : ١٩) أي على لسانك وألسنة العلماء من أمّتك ، وكلام السلف راجع إلى المشتبه بوجه لا إلى المقصود المعبّر عنه بالمتشابه في خطابه ، لأنّ المعاني إذا دقّت تداخلت وتشابهت على من لا علم له بها كالأشجار إذا تقارب بعضها من بعض تداخلت أمثالها واشتبهت ؛ أي [أشكلت] (٦) على من لم يمعن النظر في البحث عن منبعث كلّ فن منها ، قال
__________________
(١) هذا التعريف نقله الزركشي باختصار من كلام ابن قتيبة الدينوري في كتابه «تأويل مشكل القرآن» ص ١٠١ ـ ١٠٢ في آخر باب المتشابه.
(٢) عبارة ابن قتيبة : (ألا ترى أنه قد قيل للحروف المقطعة في أوائل السور متشابه ، وليس الشك فيها ، والوقوف عندها لمشاكلتها غيرها والتباسها بها).
(٣) في المخطوط (وقت المسا).
(٤) ليست في المخطوطة.
(٥) في المخطوطة (وقال).
(٦) ليست في المطبوعة.