من القرآن ، وأن من جحد منها شيئا كفر ؛ وما نقل عن ابن مسعود (١) باطل ، وليس بصحيح (١). وقال ابن حزم في أول كتابه (٢) «المحلّى» : هذا كذب على ابن مسعود موضوع ، وإنما صح عنه قراءة عاصم عن زرّ بن حبيش عنه ، وفيها المعوذتان والفاتحة».
وقال القاضي أبو بكر بن الطيب في كتاب «التقريب (٣)» : لم ينكر عبد الله بن مسعود كون المعوذتين والفاتحة من القرآن ، وإنما أنكر إثباتهما في المصحف وإثبات الحمد ، لأنه كانت السنة عنده ألاّ يثبت إلا ما أمر النبي صلىاللهعليهوسلم بإثباته وكتبه ، ولم نجده كتب ذلك ولا سمع أمره به. وهذا تأويل منه ، وليس جحدا لكونهما قرآنا».
وفي «صحيح ابن حبان (٤)» عن زرّ : قلنا لأبيّ بن كعب : إن ابن مسعود لا يكتب في مصحفه المعوذتين ، فقال : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : قال لي جبريل : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) (الفلق : ١) فقلتها ، و [قال لي] (٥) : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (الناس : ١) فقلتها ، فنحن نقول ما قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم».
__________________
(١) تقديم وتأخير في المخطوطة (ليس بصحيح باطل).
(٢) انظر المحلّى ١ / ١٣ ، المسألة (٢١) ، من كتاب التوحيد (طبعة دار الآفاق ببيروت).
(٣) تقدم التعريف بالكتاب في ١ / ٣٨٣.
(٤) انظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ٢ / ٨٤ ، ذكر الإخبار عما يستحب للمرء قراءة المعوذتين في أسبابه ، الحديث (٧٩٤). ورواه بلفظ آخر في ٦ / ٣٠٢ ، ذكر الأمر بالرجم للمحصنين إذا زنيا قصد التنكيل بهما ، الحديث (٤٤١٢). والحديث أخرجه البخاري في ٨ / ٧٤١ ، كتاب التفسير (٦٥) ، سورة (١١٣) الحديث (٤٩٧٦) ، وأخرجه أحمد ، والنسائي ، وابن الضريس ، وابن الأنباري ، وابن مردويه (الدر المنثور ٦ / ٤١٦).
(٥) ليست من المخطوطة.