مصداقه في سورة الإسراء (١) وفي صدر سورة النجم (٢).
وقوله صلىاللهعليهوسلم : «رأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به» (٣) من مفهوم قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) (النحل : ١٢٣). وبتصديق كلمة (٤) الله ، اتبعه كونا وملّة ، وهكذا حاله حيث جاءت «صدقا» و «عدلا» فتطلّب صدق كلماته بترداد تلاوتك لكتابه ، ونظرك في مصنوعاته ، فهذا هو قصد سبيل المتقين ، وأرفع مراتب الإيمان ، قال تعالى : (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) (٥) النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِماتِهِ (الأعراف : ١٥٨) وقال لزكريا : (أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ وَسَيِّداً [وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ]) (٦) (آل عمران : ٣٩) ولما كان عيسى عليهالسلام من أسماء كلماته لم يأت يوم القيامة بذنب لطهارته وزكاته.
وقوله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الله لا ينام» (٧) في قوله : ([لا تَأْخُذُهُ]) (٦) سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ (البقرة : ٢٥٥).
وقوله : «ولا ينبغي له أن ينام» (٧) من قوله : (الْقَيُّومُ) (البقرة : ٢٥٥) وفسره صلىاللهعليهوسلم بقوله : «يخفض القسط (٨) [ويرفعه] (٩) ، ويرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل عمل الليل» (٧) ومصداقه أيضا قوله تعالى : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ) (آل عمران : ٢٦).
__________________
(١) صدر سورة الإسراء الآية الأولى (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ ... لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا).
(٢) قوله تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى * ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى * وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ... لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى).
(٣) قطعة من حديث متفق عليه من رواية أبي هريرة رضياللهعنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ٦ / ٤٢٨ كتاب أحاديث الأنبياء (٦٠) باب قول الله تعالى (وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى ...) (٢٤) ، الحديث (٣٣٩٤) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ١ / ١٥٤ كتاب الإيمان (١) ، باب الإسراء برسول الله صلىاللهعليهوسلم ... (٧٤) ، الحديث (٢٧٢ / ١٦٨).
(٤) في المخطوطة (كلمات).
(٥) تصحفت في المخطوطة إلى (ورسله).
(٦) ليست في المطبوعة.
(٧) الحديث من رواية أبي موسى الأشعري رضياللهعنه أخرجه مسلم في الصحيح ١ / ١٦١ ـ ١٦٢ كتاب الإيمان (١) ، باب في قوله عليهالسلام «إن الله لا ينام ... (٧٩) ، الحديث (٢٩٣ / ١٧٩).
(٨) تحرفت في المخطوطة إلى (يحفظ العبد).
(٩) ليست في المخطوطة.