ومن ذلك قوله صلىاللهعليهوسلم : «الصلوات الخمس كفّارات لما بينهن» (١) وقال : «الجمعة إلى الجمعة كفّارة لما بينهما وزيادة [ثلاثة أيام] (٢)» (١) و «رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما» (١) في قوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) (الأنعام : ١٦٠) فهذا رمضان بعشرة أشهر العام ، ويبقى شهران داخلان في كرم الله تعالى وحسن معاملته.
قلت : قد جاء في حديث [آخر] (٣) : «وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر» (٤) مع قوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) انتهى.
وقال في الجمعة : (فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الآية : ٩) وكذلك قال في الصوم : (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة : ١٨٤) أشار إلى سر في الجمعة ، وفضل عظيم ، أراهما الزيارة والرؤية في الجنة [٩٧ / ب] فإنها تكون في يوم الجمعة. وكذلك أشار في الصيام بقوله : (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة : ١٨٤) إلى سرّ في الصيام ، وهو حسن عاقبته وجزيل عائدته ، فنبّه صلىاللهعليهوسلم بقوله : «لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك» (٥).
وقوله وقد رأى أعقابهم تلوح لم يصبها الماء : «ويل للأعقاب من النار» (٦) في مفهوم
__________________
(١) الحديث من رواية أبي هريرة رضياللهعنه ، أخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٢٠٩ كتاب الطهارة (٢) ، باب الصلوات الخمس ... (٥) الحديث (١٦ / ٢٣٣).
(٢) زيادة من المطبوعة ليست في المخطوطة وليست أيضا في رواية مسلم.
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) الحديث من رواية أبي أيوب الأنصاري رضياللهعنه أخرجه مسلم في الصحيح ٢ / ٨٢٢ كتاب الصيام (١٣) ، باب استحباب صوم ستة أيام من شوال (٣٩) ، الحديث (٢٠٤ / ١١٦٤).
(٥) الحديث متفق عليه من رواية أبي هريرة رضياللهعنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ٤ / ١١٨ كتاب الصوم (٣٠) ، باب هل يقول إني صائم ... (٩) ، الحديث (١٩٠٤) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ٢ / ٨٠٧ كتاب الصيام (١٣) ، باب فضل الصيام (٣٠) ، الحديث (١٦٤ ـ ١٦٥ / ١١٥١) وهو قطعة من حديث طويل أوله «كل عمل ابن آدم يضاعف ...».
(٦) الحديث متفق عليه من رواية عبد الله بن عمرو رضياللهعنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ١ / ١٤٣ كتاب العلم (٣) ، باب من رفع صوته بالعلم (٣) ، الحديث (٦٠) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٢١٤ كتاب الطهارة (٢) ، باب وجوب غسل الرجلين ... (٩) ، الحديث (٢٦ / ٢٤١) واللفظ له ، وبدايته عند مسلم «رجعنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم من مكة إلى المدينة ...».