(فَاغْسِلُوا) (المائدة : ٦) في معنى قوله : (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) (النحل : ٤٤) وغسل هو قدميه وعمّهما غسلا.
وقال : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (النور : ٦٣) مع قوله : (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ) (النساء : ١٤).
وقوله : «إذا توضأ العبد المسلم فغسل وجهه خرج [من] (١) كل خطيئة نظر إليها بعينيه» (٢) الحديث ، من قوله تعالى : (وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ) (المائدة : ٦) [أي من ذنوبكم] (١) (وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (المائدة : ٦) أي ترقون في درجة الشكر فيتقبل أعمالكم (٣) القبول الأعلى ولهذا قال صلىاللهعليهوسلم : «وكان مشيه إلى المسجد وصلاته نافلة» (٤) فله الشكر ، والشكر درجات ، وإنما يتبيّن بأن يبقى من العمل بعد الكفارة فضل ، وهو النافلة ، وهو المسمى بالباقيات الصالحات ، لمن قلّت ذنوبه ، وكثرت صالحاته ، فذلك الشكر ، ومن كثرت ذنوبه وقلت صالحاته فأكلتها الكفارات ، فذلك المرجوّ له دخول الجنة. ومن زادت ذنوبه فلم تقم صالحاته بكفّارة ذنوبه ، فذلك المخوف عليه ، (إِلاَّ أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً) (الأنعام : ٨٠).
قوله صلىاللهعليهوسلم : «أنتم الغرّ المحجلون يوم القيامة» (٥) في قوله تعالى : (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) (الحديد : ١٢).
وكذا قوله صلىاللهعليهوسلم : «تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء» (٦) وهذا كلّه داخل في قوله تعالى : (وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (المائدة : ٦) وجاءت «لام كي» هاهنا
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) الحديث من رواية أبي هريرة رضياللهعنه ، أخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٢١٥ كتاب الطهارة (٢) ، باب خروج الخطايا مع ماء الوضوء (١١) ، الحديث (٣٢ / ٢٤٤).
(٣) في المخطوطة (أعمالهم).
(٤) الحديث من رواية عثمان بن عفان رضياللهعنه ، أخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٢٠٧ كتاب الطهارة (٢) ، باب فضل الوضوء ... (٤) ، الحديث (٨ / ٢٢٩).
(٥) الحديث من رواية أبي هريرة رضياللهعنه ، أخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٢١٦ كتاب الطهارة (٢) ، باب استحباب إطالة الغرة ... (١٢) ، الحديث (٣٤ / ٢٤٦).
(٦) الحديث من رواية أبي هريرة رضياللهعنه ، أخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٢١٩ كتاب الطهارة (٢) ، باب تبلغ الحلية حيث يبلغ الوضوء (١٣) ، الحديث (٤٠ / ٢٥٠).