الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ...) الآية (يونس : ٢٤).
وذلك يكون عند إتمام كلمة الحق : (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ) (محمد : ٣٨) وقد تولوا ، [وقوله] (١) : (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) (الجمعة : ٣) يومئذ تظهر العاقبة ويلقي الأمر بجرانه ، وتضع الحرب أوزارها ، ويكون ذلك علما على [٩٨ / ب] الساعة ، وآية على قرب الانقراض.
وقوله صلىاللهعليهوسلم في مثل الدنيا : إن (٢) مما أخاف عليكم ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها» (٣) في قوله تعالى : (كَلاَّ إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى) (العلق : ٦ و ٧) وقوله : (أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ) (الحديد : ٢٠).
ومن ذلك قوله صلىاللهعليهوسلم : «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفّدت الشياطين» (٤) في مفهوم قوله تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة : ١٨٣) إلى أنّ الصوم ينتهي نفعه إلى اكتساب التقوى ؛ ولذلك قال صلىاللهعليهوسلم : «الصيام جنّة» (٥) ولا يكون ذلك إلا بضعف حزب الشيطان ، فتغلق عنه أبواب المعاصي ؛ وهي أبواب جهنم ، وتفتح له أبواب الطاعة والقربات ، وهي أبواب الجنات.
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (إنما) والصواب ما في المطبوعة كما هو في الصحيحين.
(٣) الحديث متفق عليه من رواية أبي سعيد الخدري رضياللهعنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ٣ / ٣٢٧ كتاب الزكاة (٢٤) ، باب الصدقة على اليتامى (٤٧) ، الحديث (١٤٦٥) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ٢ / ٧٢٨ ـ ٧٢٩ كتاب الزكاة (١٢) ، باب تخوف ما يخرج من زهرة الدنيا (٤١) ، الحديث (١٢٣ / ١٠٥٢).
(٤) الحديث متفق عليه من رواية أبي هريرة رضياللهعنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ٤ / ١١٢ كتاب الصوم (٣٠) ، باب هل يقال رمضان (٥) ، الحديث (١٨٩٩) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٧٥٨ كتاب الصيام (١٣) ، باب فضل شهر رمضان (١) ، الحديث (٢ / ١٠٧٩).
(٥) الحديث متفق عليه من رواية أبي هريرة رضياللهعنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ٤ / ١١٨ كتاب الصوم (٣٠) ، باب هل يقول إني صائم ... (٩) ، الحديث (١٩٠٤) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ٢ / ٨٠٧ كتاب الصيام (١٣) ، باب فضل الصيام (٣٠) الحديث (١٦٤ / ١١٥١) وبدايته «كل عمل ابن آدم يضاعف له ...».