[الله] (١) عن قولهم! وحذفت ألف (ثَلاثَةِ) لأنه اسم العدد الواحد من حيث هو كلمة واحدة.
وكذلك : (وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ إِلهٌ واحِدٌ) (المائدة : ٧٣) ، حذفت من (إِلهٍ) وثبتت في (واحِدٌ) ألفه ، لأنه إله [في] (٢) ملكوته ، تعالى عن أن تعرف صفته بإحاطة الإدراك ، واحد في ملكه ، تنزّه بوحدة أسمائه عن الاعتضاد والاشتراك [هذا] (٢) من جهة إدراكنا ، وأما من جهة ما [هي] (٢) عليه الصفة في نفسها فلا يدرك ذلك ، بل يسلّم علمه إلى الله [تعالى] فتحذف.
وكذلك سقطت الألف الزائدة لتطويل «هاء» التنبيه في النداء ، في ثلاثة أحرف : أيّه المؤمنون (النور : ٣١) ، وأيّه السّاحر (الزخرف : ٤٩) ، و (أَيُّهَ الثَّقَلانِ) (الرحمن : ٣١) ، والباقي بإثبات الألف ، والسرّ في سقوطها في هذه الثلاثة الإشارة إلى معنى الانتهاء إلى غاية ليس وراءها في الفهم رتبة يمتد النداء إليها ، وتنبيه على الاقتصار والاقتصاد من حالهم والرجوع إلى ما ينبغي.
وقوله : (وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً) (النور : ٣١) يدلّ على أنهم كلّ المؤمنين ، على العموم والاستغراق فيهم. وقوله تعالى حكاية عن فرعون : ([إِنَ]) (٣) هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ (الشعراء : ٣٣) وقول فرعون : (إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ) (الشعراء : ٤٩) يدلّ على عظم علمه عندهم ليس فوقه أحد. وقوله : (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ) (الرحمن : ٣١) ، فإقامة الوصف مقام الموصوف يدل على عظم الصفة الملكية ، فإنها تقتضي جميع الصفات الملكوتية والجبروتية ، فليس بعدها رتبة أظهر في الفهم على ما ينبغي لهم من الرجوع إلى اعتبار آلاء الله في بيان النّعم ليشكروا ، وبيان النقم ليحذروا.
وكذلك حذفت الألف الآتية لمدّ الصوت بالنداء ، مثل يقوم (البقرة : ٥٤) ، (يا عِبادِ) (الزمر : ١٠) لأنها زائدة للتوصل بين المرتبتين ، وذلك أمر باطن ليس بصفة محسوسة في الوجود.
قال أبو عمرو (٤) : «كلّ ما في القرآن من ذكر (آياتنا) فبغير الألف ، إلاّ في موضعين : (فِي آياتِنا) (يونس : ٢١) و (آياتُنا بَيِّناتٍ) (يونس : ١٥).
__________________
(١) لفظ الجلالة ليس في المخطوطة.
(٢) ليست في المخطوطة.
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) هو عثمان بن سعيد الداني.