مذهب ابن مسعود ، وأبيّ بن كعب ، وابن عباس ، وما نقله بعض الناس عنهم بخلاف ذلك فغلط».
فأما التأويل المخالف للآية والشرع ، فمحظور لأنه تأويل الجاهلين ، مثل تأويل الروافض لقوله تعالى : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) (الرحمن : ١٩) أنهما عليّ وفاطمة [رضياللهعنهما] (١) ، (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) (الرحمن : ٢٢) يعني الحسن والحسين رضياللهعنهما. وكذلك قالوا في قوله تعالى : (وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ) (البقرة : ٢٠٥) إنه معاوية ، وغير ذلك.
قال الإمام أبو القاسم (٢) ابن حبيب النيسابوري رحمهالله : «وقد نبغ في زماننا مفسّرون لو سئلوا عن الفرق بين التفسير والتأويل ما اهتدوا إليه ، لا يحسنون [١٠٠ / ب] القرآن تلاوة ، ولا يعرفون معنى السورة أو الآية ، ما عندهم إلا التشنيع عند العوام ، والتكثّر عند الطّعام ، لنيل ما عندهم من الحطام ، أعفوا أنفسهم من الكدّ والطلب ، وقلوبهم من الفكر والتعب ؛ لاجتماع الجهّال عليهم ، وازدحام ذوي الأغفال لديهم (٣) ، لا يكفون الناس من السؤال ، ولا يأنفون عن مجالسة الجهال ، مفتضحون (٤) عند السّبر والذّواق ، زائغون عن العلماء عند التلاق ، يصادرون الناس مصادرة السلطان ، ويختطفون ما عندهم اختطاف السّرحان ، يدرسون بالليل صفحا ويحكونه بالنهار شرحا ، إذا سئلوا غضبوا ، وإذا نفّروا (٥) هربوا ، القحة (٦) رأس مالهم ، والخرق (٧) والطيش خير خصالهم ، يتحلّون بما ليس فيهم (٨) ، ويتنافسون فيما يرذلهم ، الصيانة عنهم بمعزل ، [وهم] (٩) من الخنى والجهل في جوف منزل ، وقد قال صلىاللهعليهوسلم : «المتشبّع بما لم يعط كلابس ثوبي زور (١٠)» وقد قيل :
__________________
(١) ساقطة من المطبوعة.
(٢) في المطبوعة زيادة (محمد) وهو تصحيف ؛ لأن اسمه «الحسن بن محمد بن حسن بن حبيب ، أبو القاسم النيسابوري ، تقدم التعريف به في ١ / ٢٧٩.
(٣) في المخطوطة (إليهم).
(٤) في المخطوطة (يفتضحون).
(٥) في المخطوطة (هزءوا).
(٦) في المخطوطة (الحقة).
(٧) في المخطوطة (الحذق) ، وفي نسخة (الحمق).
(٨) في المخطوطة منهم.
(٩) ساقطة من المخطوطة.
(١٠) من حديث عن أسماء أخرجه البخاري في الصحيح ٩ / ٣١٧ ، كتاب النكاح (٦٧) ، باب المتشبع بما