قيل : هو الرجل يحمل في الحرب على مائة رجل ، وقيل : هو الذي (١) [يقنط من رحمة الله. وقيل : الذي] (١) يمسك عن النفقة. وقيل : الذي ينفق الخبيث من ماله. وقيل : الذي يتصدّق بماله كلّه ، ثم يتكفّف الناس ؛ ولكلّ منه مخرج ومعنى.
ومثل قوله تعالى للمندوبين إلى الغزو ، عند قيام النّفير : (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً) (التوبة : ٤١) قيل : شيوخا وشبابا. وقيل : أغنياء وفقراء وقيل عزّابا ومتأهّلين ، وقيل : نشّاطا وغير نشّاط. وقيل : مرضى وأصحّاء ، وكلّها سائغ (٢) جائز ؛ والآية محمولة عليها ، لأن الشباب والعزاب والنّشاط والأصحّاء خفاف ، وضدّهم ثقال.
ومثل قوله تعالى : (وَيَمْنَعُونَ [الْماعُونَ]) (٤) (الماعون : ٧) قيل الزكاة المفروضة ، و [قيل] (٣) : العارية ، أو الماء ، أو النار ، أو الكلأ ، أو الرفد ، أو المعونة (٤) ؛ وكلّها صحيح ؛ لأن مانع الكلّ آثم.
وكقوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) (الحج : ١١) فسره أبو عبيد ، أي لا يدوم ، وقال ثعلب : أي على شكّ. وكلاهما قريب ؛ لأن المراد أنّه غير ثابت على دينه ، ولا تستقيم البصيرة فيه.
وقيل : في القرآن ثلاث آيات ، في كلّ منها مائة قول ، قوله : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) (البقرة : ١٥٢) (وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا) (الإسراء : ٨) و (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ) (الرحمن : ٦٠).
فهذا وأمثاله (٥) ليس محظورا على العلماء استخراجه ، بل معرفته واجبة ، ولهذا قال [تعالى] (٤) : (وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ) (آل عمران : ٧).
ولو لا أن له تأويلا سائغا في اللغة لم يبينه سبحانه ، والوقف على قوله : [سبحانه] (٦) (وَالرَّاسِخُونَ) (آل عمران : ٧) قال القاضي أبو المعالي (٧) : «إنه قول الجمهور ، وهو
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (شائع).
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) تصحفت في المطبوعة إلى (المغرفة).
(٥) في المخطوطة (أو أمثاله).
(٦) ليست في المطبوعة.
(٧) المعروف بشيذلة صاحب «البرهان في مشكلات القرآن» تقدم ذكره في ١ / ١١٢.