[المجاز]
وأما المجاز (١) [فاختلف في وقوعه في القرآن ، والجمهور على الوقوع ، وأنكره جماعة ، منهم ابن القاص (٢) من الشافعية ، وابن خويزمنداذ (٣) من المالكية ، وحكي عن داود الظاهريّ (٤) وابنه ، وأبي مسلم الأصبهاني (٥). وشبهتهم أن المتكلّم لا يعدل عن الحقيقة إلى المجاز] (١) إلا إذا ضاقت به الحقيقة فيستعير ، وهو مستحيل على الله [سبحانه] (٦). وهذا باطل ، ولو وجب خلوّ القرآن من المجاز لوجب خلوّه من التوكيد والحذف ، وتثنية القصص وغيره ، ولو سقط المجاز من القرآن سقط شطر الحسن.
وقد أفرده بالتصنيف الإمام أبو محمد بن عبد السلام (٧) ، وجمع فأوعى.
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٢) هو أحمد بن أبي أحمد أبو العباس ابن القاص الطبري الشافعي ، إمام عصره ، كان إماما جليلا ، أخذ الفقه عن ابن سريج ، أقام بطبرستان وأخذ عنه علماؤها ، من تصانيفه «التلخيص» و «أدب القاضي» و «المواقيت» و «المفتاح» ت ٣٣٥ ه (السبكي ، طبقات الشافعية ٢ / ١٠٣).
(٣) هو محمد بن أحمد بن عبد الله بن خويز سماه بهذا الاسم أبو إسحاق الشيرازي المالكي ، وقال القاضي عياض : «رأيت على كتبه تكنيته بأبي عبد الله وفي نسبته محمد بن أحمد بن علي بن إسحاق» (ترتيب المدارك ٢ / ٦٠٦) وفي لسان الميزان ٥ / ٢٩١. هو محمد بن علي بن إسحاق بن خويز ، أبو عبد الله وفي الوافي بالوفيات ٢ / ٥٢ ، هو محمد بن أحمد بن عبد الله بن خويزمنداذ البصري المالكي ، تفقه بأبي بكر الأبهري وسمع الحديث يروي عن أبي داسة ، وقد تكلم فيه أبو الوليد الباجي من تصانيفه «أصول الفقه» و «أحكام القرآن» وكتاب كبير في «الخلاف» ت ٣٩٠ ه تقريبا.
(٤) هو داود بن علي بن خلف إمام المذهب الظاهري تقدم التعريف به في ٢ / ٣١٧ ، وبابنه محمد بن داود في ٢ / ١١٥.
(٥) هو محمد بن بحر الأصفهاني أبو مسلم ، من فقهاء المعتزلة ، كان كاتبا مترسلا بليغا متكلما معتزليا عالما بالتفسير وبغيره من صنوف العلم ثم صار عامل أصبهان وعامل فارس للمقتدر يكتب له ويتولى أمره ، وله من التصانيف «جامع التأويل لمحكم التنزيل» و «الناسخ والمنسوخ» وكتاب في النحو وغيرها ت ٣٢٢ ه (معجم الأدباء ١٨ / ٣٥).
(٦) ليست في المخطوطة.
(٧) كتاب العز بن عبد السلام في مجاز القرآن هو «الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز» طبع في اسطنبول بالمطبعة العامرة عام ١٣١٣ ه / ١٨٩٥ م ، وفي المدينة المنورة المكتبة العلمية عام ١٣٨٣ ه / ١٩٦٦ م ، وصوّر في دمشق بدار الفكر وفي بيروت بدار المعرفة ١٤٠٧ ه / ١٩٨٧ م وفي بيروت بدار البشائر الإسلامية عام ١٤٠٧ ه / ١٩٨٧ م.