(١) [٦٢ / أ] هي أسماء وصفات ، وهذا تقبض منه التاء. والثاني من حيث] (١) أن يكون مقتضاها فعلا وأثرا ظاهرا في الوجود ، فهذا تمدّ فيه ، كما تمدّ في (قالَتِ) (البقرة : ١١٣) و (حَقَّتْ) (يونس : ٣٣) وجهة الفعل والأمر ملكية ظاهرة ، وجهة الاسم والصفة ملكوتية باطنة.
* فمن ذلك «الرحمة» مدت في سبعة مواضع للعلّة المذكورة (٢) : بدليل قوله في أحدها : (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (الأعراف : ٥٦) فوضعها على التذكير ، فهو الفعل. وكذلك : (فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ) (الروم : ٥٠) والأثر هو الفعل ضرورة. والثالث : (أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ) (البقرة : ٢١٨). والرابع في هود : (رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ) (الآية : ٧٣) ، والخامس : (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ) (مريم : ٢). والسادس : (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ) (الزخرف : ٣٢) والسابع : (وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (الزخرف : ٣٢).
* ومنه «النعمة» بالهاء إلا في أحد عشر موضعا مدّت بها (٢) : في البقرة : (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ) (الآية : ٢٣١) ، في آل عمران ، (الآية : ١٠٣) والمائدة (الآية : ١١). وفي إبراهيم موضعان (الآيتان : ٢٨ و ٣٤) والنحل ثلاثة مواضع (الآيات : ٧٢ و ٨٣ و ١١٤). وفي لقمان (الآية : ٣١). وفاطر (الآية : ٣) ، والطور (الآية : ٢٩). والحكمة فيها ما ذكرنا أنّ الحاصلة بالفعل في الوجود تمدّ ، نحو قوله في إبراهيم : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها) (الآية : ٣٤) ، بدليل قوله : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) (إبراهيم : ٣٤) ، فهذه نعمة متصلة بالظّلوم الكفّار في تنزيلها (٣). وهذا بخلاف التي في سورة النحل : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها) (الآية : ١٨) ، كتبت مقبوضة لأنها بمعنى الاسم ، بدليل قوله : (إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (النحل : ١٨) ، فهذه نعمة وصلت من الربّ ، فهي ملكوتية ، ختمها باسمه عزوجل ، وختم الأولى باسم الإنسان.
* ومن ذلك «الكلمة» مقبوضة إلا في موضع (٤) في الأعراف : (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٢) انظر المقنع ص ٧٧ باب ذكر ما رسم في المصاحف من هاءات التأنيث بالتاء على الأصل.
(٣) في المطبوعة (في تنزيلهما).
(٤) في المخطوطة : (في موضعين) ، وهو تصحيف ظاهر : لأن الأعراف ليس فيها إلا موضع واحد. وانظر المقنع للداني ص ٧٩ باب ذكر ما رسم في المصاحف من هاءات التأنيث بالتاء ... ، فصل ذكر الكلمة.