وقد ألّف أبو عبيد (١) وغيره كتبا في الأمثال.
ومنها قولهم : «فلان عفيف الإزار» و «طاهر (٢) الذيل» ، و «لم يحصن فرجه».
وفي الحديث : «كان (٣) إذا دخل العشر أيقظ أهله ، وشد المئزر (٤)» ، فكنوا عن ترك الوطء بشدّ المئزر ، وكنى عن الجماع بالعسيلة (٥) ، وعن النساء بالقوارير (٦) لضعف قلوب النساء.
ويكنون عن الزوجة بربّة البيت ، وعن الأعمى بالمحجوب والمكفوف ، عن الأبرص بالوضّاح ، وبالأبرش ، وغير ذلك.
__________________
(١) هو القاسم بن سلام الهروي تقدم التعريف به في ١ / ١١٩ ، وكتابه هو «الأمثال السائرة» ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون ١ / ١٦٧ ، وهو مطبوع نشره المستشرق برتو في غوتنجن عام ١٢٥٢ ه / ١٨٣٦ م ، وطبع ضمن مجموعة «التحفة البهية والطرفة الشهية» في الآستانة بمطبعة الجوائب عام ١٣٠٢ ه / ١٨٨٤ م (معجم سركيس : ١٢١) وطبع بتحقيق عبد المجيد قطامش بمكة المكرمة ، ونشره مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى (أخبار التراث ٢ / ٢٦).
(٢) في المطبوعة : (طاهر) بدون واو.
(٣) في المخطوطة (وكان).
(٤) الحديث من رواية عائشة رضياللهعنها أخرجه البخاري في الصحيح ٤ / ٢٦٩ ، كتاب فضل ليلة القدر (٣٢). باب العمل في العشر الأواخر من رمضان (٥) ، الحديث (٢٠٢٤). ومسلم في الصحيح ٢ / ٤٣٢ ، كتاب الاعتكاف (١٤) ، باب الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان (٣). الحديث (٧ / ١١٧٤). ولفظ البخاري : «كان النبي صلىاللهعليهوسلم إذا دخل العشر شدّ مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله».
(٥) في حديث أخرجه البخاري في الصحيح ٩ / ٤٦٤ ، كتاب الطلاق (٦٨) ، باب إذا طلقها ثلاثا ثم تزوجت بعد العدة ... (٣٧) ، الحديث (٥٣١٧) ، من حديث عائشة رضياللهعنها «أن رفاعة القرظي تزوج امرأة ثم طلقها فتزوجت آخر فأتت النبي صلىاللهعليهوسلم فذكرت له أنه لا يأتيها ، وأنه ليس معه إلا مثل هدبة ، فقال : لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك».
(٦) في حديث أخرجه البخاري في الصحيح ١٠ / ٥٣٨ ، كتاب الأدب (٧٨) ، باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء وما يكره منه (٩٠) الحديث (٦١٤٩). ومسلم في الصحيح ٤ / ١١٨٠ ، كتاب الفضائل (٤٣) ، باب رحمة النبي صلىاللهعليهوسلم للنساء ... (١٨) ، الحديث (٧٠ / ٢٣٢٣) عن أنس بن مالك رضياللهعنه قال : «أتى النبي صلىاللهعليهوسلم على بعض نسائه ومعهن أم شكيم ، فقال : ويحك ، يا أنجشة! رويدك سوقا بالقوارير». قال أبو عبيد الهروي : «شبه النساء بالقوارير لضعف عزائمهنّ والقوارير يسرع إليها الكسر فخشي من سماعهن النشيد الذي يحدو به أن يقع بقلوبهن منه فأمره بالكف فشبه عزائمهن بسرعة تأثير الصوت فيهن بالقوارير في إسراع الكسر إليها» (ذكره ابن حجر في فتح الباري ١٠ / ٥٤٥) في سياق شرحه للحديث.