الانجيل بالإنجيل حتّى يزهو الى الله ، ولحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتّى يزهو الى الله : ولولا آية في كتاب الله لأنبأتكم بما يكون حتّى تقوم السّاعة» (١).
وفي حديث آخر منقول عن الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام قال :
«إنّ لله مدينتين : إحداهما بالمشرق والاخرى بالمغرب ، عليهما سور من حديد ، وعلى كلّ مدينة ألف ألف باب مصراعين من ذهب وفيها سبعون ألف ألف لغة يتكلّم كلّ لغة بخلاف لغة صاحبتها وأنا أعرف جميع اللغات وما فيهما وما بينهما ، وما عليهما حجّة غيري وغير أخي الحسين» (٢).
ووردت أحاديث كثيرة تدلّ على أن الأئمّة الاطهار عليهمالسلام كانوا يعرفون جميع اللّغات (٣).
(وأركَانَاً لِتَوحيدِهِ)
إنّهم عليهمالسلام أساس التّوحيد وأركانه ، والمراد هنا انه لا يقبل الله تعالى التوحيد من أحد إلّا إذا كان مقروناً باعتقاد ولايتهم كما ورد في جملة من الاخبار وأن كلمة التوحيد في القيامة تسلب من غير شيعتهم ، فولايتهم بمنزلة الركن للبيت الذي لا قوام له إلّا به.
وإمّا المراد منها فهو أنّهم لو لم يكونوا لم يتبين توحيده تعالى ، اذن هم أركانه كما
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٦ ، ص ٨٢ ، بصائر الدّرجات : ص ٦.
(٢) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٦ ، ص ١٩٣ ، الاختصاص : للشّيخ المفيد رحمه الله ، ص ٢٩١.
(٣) راجع بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢ ، ص ١٩٠ الى ١٩٣ ، باب ١٤ «أنّهم يعلمون جميع الالسن واللغات ويتكلمون بها» واصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢٢٧ ، باب «إنّ الأئمّة عليهمالسلام عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عزّ وجلّ وأنّهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها».